يتعرض المتظاهرون الذين خرجوا إلى شوارع العراق احتجاجات على تردي الأوضاع في بلادهم إلى القتل بصورة يومية، حتى ناهزت الحصيلة 500 قتيل، وفي موازرة ذلك ثمة سلاح آخر هو: الخطف.
وبحسب بيان صادر عن عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، علي البياتي، فإن حصيلة المتظاهرين المختطفين، والمفقودين، بلغت 48 مختطفاً حتى الآن.
وأضاف البياتي أن "المفوضية تلقت 48 شكوى بخصوص مفقودين، أو مختطفين مواطنين، شاركوا بالمظاهرات"، منوها إلى "إطلاق سراح عدد قليل منهم فقط، أما العدد الأكبر حتى الآن مغيبين".
ويؤكد البياتي، عدم استطاعة المفوضية التواصل مع المختطفين الذين أطلق سراحهم، لرفضهم الإدلاء بأي معلومات بسبب الخوف.
ومن بين هؤلاء، كانت الطبيبة والناشطة العراقية، صبا المهداوي، التي تعرضت للخطف مطلع نوفمبر الماضي على أيدي مسلحين، أثناء عودتها من ساحة التحرير، وظلت رهينة لدى خاطفيها لمدة أسبوعين.
وسلط تقرير لوكالة "رويترز" أواخر نوفمبر الماضي الضوء على وسائل "إسكات المعارضين العراقيين" المشاركين في الاحتجاجات على أيدي ميليشيات مدعومة من إيران.
ومن بين هذه الوسائل كانت الخطف وتعريض المختطفين لتعذيب شديد، وإجبارهم عل توقيع تعهدات بعدم التظهار مرة أخرى.
وأعرب البياتي عن قلقه "من استمرار جرائم اختطاف الناشطين، والمتظاهرين، مشيرا إلى أنه يدل على حرية العصابات وتحديها لسلطة القانون، إذ أنها تنفذ أعمالها التي تستهدف حتى الفتيات، والناشطات، بشكل ممنهج، وفي الكثير من المحافظات التي تشهد المظاهرات، بالإضافة إلى العاصمة".
وبحسب أرقام وزارة الصحة العراقية نهاية الأسبوع الماضي، فقد قتل 511 متظاهرا منذ اندلاع الاحتجاجات مطلع أكتوبر.
وخرج العراقيون إلى الشوارع والساحات العامة احتجاجات على استشراء الفساد وتردي الخدمات العامة والبطالة، وسرعا ما أصبحت الاحتجاجات ذات طابع سياسي يطالب برحيل النخبة السياسية التي يحمّلها المتظاهرون مسؤولية انهيار الأوضاع في البلاد الغنية بالنفط.