أطل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من جديد في مقابلة، وهو يهدد ويتوعد باستعداد قوات بلاده للتدخل في ليبيا، في حال طلبت حكومة طرابلس ذلك.
ويأتي التهديد الصريح بعد تزايد نطاق الانتقادات الدولية للاتفاقية الموقعة، قبل أيام، بين الحكومة التركية وحكومة فايز السراج.
وأكد أردوغان، في المقابلة نفسها، إمكانية القيام بأنشطة تنقيب عن الغاز والنفط في المناطق الاقتصادية، التي حددها الاتفاق، زاعما أنه لا يحق لأي من دول حوض المتوسط، التي تعارض الاتفاقية، نقل الغاز، دون الحصول على إذن من بلاده.
ويظهر تصريح أردوغان انزعاجه من المواقف الإقليمية والدولية، المناهضة للاتفاقية مع حكومة طرابلس.
ودافع الرئيس التركي عن الاتفاقية، معتبرا أنها تستند على القوانين الدولية، وأن بلاده استخدمت "حقها الطبيعي لتوقيع الاتفاقية، سعيا لحماية حقوقها"، حسب قوله.
ومن المتوقع أن تبدي اليونان وقبرص ومصر، مواقف حازمة، لاسيما بعد إعلان أردوغان نيته توسيع أنشطة التنقيب، وزيادة الأسطول المخصص لذلك.
وسبق وأن كشفت جهات دولية وإقليمية عدة عن ضلوع تركيا في دعم الميليشيات المتشددة في ليبيا، لكن المواقف التصعيدية الحالية للحكومة التركية، قد تصب المزيد من الزيت على النار.
ويقول مراقبون إن تصريحات وتهديدات أردوغان توحي بوجود سباق مع الزمن، لتحقيق طموحات وأطماع اقتصادية وأمنية، تتجاوز الحدود، ولا تلقي بالا لحجم المواقف المناهضة له، ولما قد تؤول إليه هذه المخططات، أمام ضغط المجتمع الدولي.
وفي هذا الصدد، أوضح الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية، عاطف سعداوي، أن أردوغان يحاول استخدام كل الأساليب لفرض القوة وخلط الأوراق في ليبيا.
وأضاف، في تصريحه لـ"سكاي نيوز عربية": "أعتقد أن مخطط أردوغان في ليبيا سيبوء في الفشل في النهاية لأن هناك مقاومة إقليمية كبيرة".
وتابع "ليبيا تختلف عن مناطق كثيرة يحاول أردوغان فرض سيطرته عليها، مثل سوريا.. في ليبيا مثلا هناك قوة إقليمية مؤثرة لن ترضيها محاولة أردوغان التغلغل داخلها، وأتحدث بالتحديد عن مصر التي ستقف أمام أي محاولة لأردوغان لتحقيق مصالحه الشخصية".
وأبرز سعداوي أن "أردوغان حذر في وقت سابق من تحول ليبيا إلى سوريا أخرى.. لكنه بأفعاله قد يوصلها بنفسه إلى هذه النتيجة، لاسيما أنه يستغل طرفا مثل السراج لتنفيذ مخططاته".
وختم حديثه بالتشديد على ضرورة تنفيذ "وقفة دولية" أمام تحركات أردوغان، مشيرا إلى أن مصر ستلعب دورا مهما في هذه الوقفة باعتبارها الطرف الإقليمي الأكثر تضررا.