يتأهب العراق لمظاهرات حاشدة، الثلاثاء، الذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان في وقت حذر فيه زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي من مخطط للعنف يؤدي لسقوط "أكبر عدد من القتلي"، بينما تحدث الجيش عن قرار بعدم تدخل ميليشيات الحشد الشعبي في القضايا الأمنية.
وقال عبد الكريم خلف المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة إن القرارات الجديدة التي تخص الحشد الشعبي في العاصمة بغداد تضمنت عدم تدخله في القضايا الأمنية.
وأوضح خلف، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية، أن "القرارات نصت على حصر تكليف الحشد بمهام أمنية من القائد العام للقوات المسلحة فقط، وأن مقرات الحشد الشعبي داخل العاصمة باقية في مكانها".
ويأتي هذا التصريح بعدما تناقلت وسائل الإعلام، خبرا يفيد بصدور أوامر بإخراج قوات الحشد الشعبي من بغداد، ومنع أي تواجد لها في العاصمة.
وكان مصدر في وزارة الدفاع قال إن المجلس الوطني للأمن أصدر قرارا عاجلا يقضي بسحب فصائل الحشد الشعبي من العاصمة، على خلفية هجوم السنك وما أثاره من غضب شعبي ودولي.
كما قرر المجلس، الذي يضم رئاسة الوزراء ووزراء الأمن والمخابرات والداخلية والدفاع، منع تحرك أي فصيل من الحشد من مواقعه إلا بموافقة مسبقة.
وقالت مصادر عراقية إن رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، الذي حضر الاجتماع، واجه انتقادات قوية بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى من المتظاهرين في السنك وساحة الخلاني، في هجمات اُتهمت فصائل تابعة للحشد بارتكابها.
وليلة الجمعة الماضية، تعرض محتجون إلى هجوم من مسلحين، يعتقد أنهم ينتمون لكتائب حزب الله التي تعمل تحت إمرة الفياض، مما أسفر عن مقتل 24 شخصا على الأقل، بينهم أربعة من القوات الأمنية، وإصابة أكثر من 120 بجروح، بحسب ما أكدت مصادر طبية لوكالة فرانس برس.
وأكدت المصادر أن "قرار سحب قوات الحشد جاء بعد رسائل فرنسية وبريطانية وألمانية طلبت من رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي القيام بهذه الخطوة".
"كما تتزامن الخطوة مع انتشار ما يعرف القبعات الزرق، وهم مقاتلون من تيار الزعيم السياسي الشيعي مقتدى الصدر في ميدان التحرير وسط بغداد".
وتعتقد المصادر أن هذه الخطوة تهدف لتجنب "أي احتكاك ببن الحشد والتيار الصدري مما يؤدي إلى تدهور الوضع الأمني بطريقة شديدة الخطورة".
وفي السياق ذاته، قال زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي إن "هناك تخطيط مخابراتي تريد منه جهات متعددة أن تستثمر الأحداث لخلق الفوضى في بغداد" بينما يستعد المحتجون لتظاهرات حاشدة الثلاثاء.
وأضاف في مقطع مصور له، نشره على حسابه بتويتر "التظاهرات التي سيشهدها العراق غدا ستكون تخريبية وستؤدي إلى سقوط أكبر عدد من القتلى".
وتحسبا لمظاهرات الثلاثاء، رفع قائد شرطة محافظة كربلاء (جنوب البلاد) حالة الإنذار لأعلى درجة في جميع القطعات العسكرية.
يذكر أن القوات العراقية قتلت ما يقرب من 400 متظاهر، أغلبهم من الشبان العزل، منذ بدء الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للحكومة في أول أكتوبر. وقتل أكثر من 12 من أفراد قوات الأمن في الاشتباكات أيضا.