أشار تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية، إلى تنامي ما يعرف بـ"السياحة السوداء" في سوريا، حيث يقبل سياح على هذا النمط الغريب من السياحة.
وبينما يحكم الرئيس السوري بشار الأسد قبضته على ما تبقى من الأراضي بأيدي المعارضة، بدأت شركات السياحة والسفر في تسيير رحلات مخصصة إلى سوريا "للاختلاط بالسكان المحليين والمرور بالقرى المدمرة"، وزيارة المواقع الأثرية "المغطاة بطبقة من الدمار" و"الاستمتاع بالحياة التي عادت إلى وسط دمشق"، حسبما ذكر تقرير الصحيفة البريطانية.
وتأتي هذه الدعوات لزيارة سوريا، في الوقت الذي لا تنصح فيه معظم دول العالم تقريبا رعاياها بالسفر إليها، لأسباب تتعلق بالسلامة.
ورغم الظروف التي تمر بها سوريا، فقد أصبحت العاصمة دمشق آمنة نسبيا، وتزايد اهتمام السياح المغامرين بخوض المغامرة في بلد ظل خارج متناولهم لمدة عقد كامل تقريبا.
السياحة السوداء
وجرت العادة على تسمية قيام أفراد أو مجموعات بزيارة الأماكن المرتبطة بالموت والمأساة بـ"السياحة السوداء"، غير أن قضاء العطلات في البلدان التي ما زالت في حالة حرب من الناحية الفنية، تشكل ظاهرة جديدة نسبيا، ويغذيها مؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي، في سعي منهم للوصول إلى أماكن محظورة أو ذات خطورة عالية.
وتشمل الرحلة السياحية إلى سوريا، والتي تصل مدتها لأسبوع، المدينة القديمة في دمشق، وقلعة الحصن التي تعود إلى القرن الحادي عشر بالقرب من مدينة حمص، فضلا عن مدينة تدمر ذات الآثار الرومانية في الصحراء الشرقية، والتي استولى عليها تنظيم "داعش" قبل طرده من المنطقة في عام 2017.
وهناك عرض سياحي آخر يروّج لخوض مغامرة بالوصول إلى مدينة حلب شمالي سوريا، والتي استردتها القوات السورية في العام 2016، بعد معركة استمرت 4 سنوات، مع العلم أن أكثر من نصف المدينة لا يزال في حالة دمار.
وتقدم شركة "يونغ بيونيرز للسياحة، وهي شركة مقرها في الصين، العرض السياحي لزيارة حلب، حيث يبلغ سعر الرحلة 1700 دولار، دون أن يشمل ذلك ثمن تذكرة السفر بالطائرة، ولا رسوم التأشيرات، ولا قيمة تأمين السفر.
كذلك بدأت شركتا سفر روسيتان بتوفير رحلات مماثلة اعتبارا من هذا الشهر، حسبما ذكرت "الغارديان" في تقريرها.