نظم المحتجون في لبنان احتفالات ضخمة بمناسبة عيد يوم الاستقلال، الجمعة، في الموقع المخصص عادة لاحتفالات الجيش بهذه الذكرى كل عام.
وخرج المتظاهرون، الذين يملؤون الشوارع منذ أسابيع، في مسيرة ضخمة إلى ساحة الشهداء المطلة على الساحل، التي كان احتفال عيد الاستقلال الرسمي ينظم فيها عادة.
وشارك عمال وأطباء وطلاب وأجانب وموسيقيون وأمهات في المسيرة عبر الشارع الرئيسي للساحة، وشكلوا أكثر من 40 مجموعة تمثل "أفواجا" تحاكي أفواج الجيش في استعراضه العسكرية.
وقالت المتظاهرة لارا حايك، إنهم أرادوا تنظيم احتفالات شعبية مثل التي ينظمها الجيش كل عام، حسبما أشارت وكالة "أسوشيتد برس".
وأضافت أن المحتجين قرروا أن يكون احتفال عيد الاستقلال هذا العام للشعب أيضا، مشيرة إلى أن "الشعب هو من بدأ هذه الثورة والشعب كله يريد المشاركة والتعبير عن فرحه بعيد الاستقلال".
وكتب شخص عبارة: "هذا عيد الاستقلال الشعبي. الاستقلال عن سلطة الفساد. 22 نوفمبر جاء بطعم مختلف".
وحضرت قيادة البلاد العليا استعراضا عسكريا مقتضبا نظم في موقع بديل أمام مقر وزارة الدفاع، عوضا عن موقعه التقليدي في ساحة الشهداء، كما ألغي الاحتفال الرسمي في القصر الرئاسي.
وخلال الاحتفالات، يخطط المتظاهرون لإعادة نصب لوحة جديدة بدلا من لوحة "الثورة" التي احترقت الليلة الماضية على يد مخربين مجهولين في ساحة الشهداء.
كما تم تداول مقاطع فيديو وصور على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر قبضة ممسكة بالنار، وهي رمز المظاهرات، فجر الجمعة.
ويحتفل لبنان بيوم الاستقلال في الثاني والعشرين من نوفمبر من كل عام، مع العلم أن استقلال لبنان لم يكتمل إلا بانسحاب القوات الفرنسية منه في الحادي والثلاثين من ديسمبر 1946.
ويأتي الاحتفال بهذا اليوم، في الوقت الذي يدخل فيه الحراك الشعبي اللبناني شهره الثاني، وفي ظل أزمة سياسية تعصف بالبلاد، خصوصا مع عدم تشكيل حكومة حتى الآن، على الرغم من أن رئيس الوزراء سعد الحريري قدم استقالته في 29 أكتوبر الماضي.