أكد المبعوث الأميركي الخاص بإيران، براين هوك، الثلاثاء، أن اللقاء الذي جمع بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم الإخوان في تركيا هو بمثابة اجتماع بين كيانين إرهابيين وليس بالأمر المفاجئ، وذلك في إشارة للتسريبات الاستخباراتية التي كشف عنها موقع إنترسبت.
وأوضح هوك في حوار خاص مع "سكاي نيوز عربية" أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أعطت أولوية لعزل النظام الإيراني وأذرعه دبلوماسيا وفرض سلسلة من العقوبات على طهران.
وأكد على دعم الولايات المتحدة للشعب الإيراني في مطالبه، تعليقا على الاحتجاجات تعم إيران بسبب أسعار الوقود، وأشار إلى أن الشعب سئم من النظام الذي فشل في تأدية مهامه.
وشدد المبعوث الأميركي الخاص بإيران أن "على إيران التوقف عن تمويل الميليشيات في العراق ولبنان واليمن"، لافتا إلى أن "النظام الإيراني يدفع اليوم ثمن التآمر على الدول الأخرى".
وخلال حواره، أوضح هوك أن "التظاهرات في العراق ولبنان تؤكد رفض سياسة تصدير الثورة التي يعتمدها النظام الإيراني"، مضيفا: "الشعب العراقي يريد إنهاء الهيمنة الإيرانية على بلاده".
واستدرك أن "هناك عقوبات ستوقع ضد أي مسؤولين عراقيين يسرقون ثروة الشعب"، في ظل مساعي إيران لفرض الهيمنة على العراق.
وعن الدعم الأميركي للاحتجاجات في العراق، أشار هوك إلى أن "واشنطن أنفقت الكثير من الأموال لدعم الشعب العراقي، مشيرا إلى أن المرشد الإيراني وقاسم سليماني يريدان أن يأخذا العراق إلى نموذج حزب الله في لبنان".
وأضاف أن "إيران تسعى أيضا إلى تحويل جماعة الحوثيين في اليمن إلى نموذج مشابه لحزب الله في لبنان، ونعلم أن هناك ضباطا إيرانيين يعملون مع الحوثيين في اليمن".
وشدد هوك على أن "تصدير النظام الطائفي الإيراني يقوض السلام في منطقة الشرق الأوسط".
وعن احتجاجات إيران، لفت إلى أن "الحرس الثوري هو من يزعزع الاستقرار في البلاد، ونحن ندعم الشعب الإيراني في مطالبه بعد أن أنفق نظام طهران الأموال في زعزعة الاستقرار في دول أخرى، وعوضا عن ذلك نطالبه بالإنفاق على شعبه لتحسين أحوالهم المعيشية".
وثائق سرية مسربة
وفي وقت سابق، كشفت وثائق سرية مسربة للاستخبارات الإيرانية، حصل عليها موقع "إنترسيبت" الأميركي ونشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، عن اجتماع سري بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم الإخوان من أجل ضرب المصالح السعودية، ووضع إطار عمل للتعاون فيما بينهما بالمنطقة.
وذكرت الوثائق أن مسؤولين بارزين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، اجتمعوا مع قادة في تنظيم الإخوان بتركيا، في أبريل عام 2014.
ونظرا لأن تنظيم الإخوان كان قد تعرض للتو لضربة قوية في مصر لدى خسارته السلطة، فقد نظر إلى التحالف مع الإيرانيين على أنه "فرصة" لاستعادة شيء من المكانة الإقليمية.
وعملت تركيا على استضافة الاجتماع السري، كونها واحدة من الدول القليلة التي لها علاقات وثيقة مع الإخوان وإيران في نفس الوقت.
ولأن الحكومة التركية تهتم بالمظاهر الإجرائية تجنبا للحرج الداخلي ولفت الأنظار الخارجية، فقد رفضت منح تأشيرة دخول إلى قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي كان مقررا أن يحضر الاجتماع مع وفد الإخوان.
وبسبب ذلك، حضر وفد من كبار مسؤولي الفيلق برئاسة أحد نواب سليماني، وهو رجل عرف في البرقية باسم "أبو حسين".
وبحسب التسريبات، قال وفد الإخوان إن أفضل مكان لتوحيد الصفوف ضد السعوديين هو اليمن، حيث كان الحوثيون على وشك الانقلاب على الشرعية وإشعال البلد في حرب واسعة النطاق.