شهدت ساحة الخلاني في العاصمة العراقية بغداد، ليل الخميس الجمعة، إطلاق الرصاص الحي وقنابل غاز مسيل للدموع، مما أسفر عن إصابة 7 متظاهرين بجروح.

ويأتي ذلك وسط الدعوة إلى احتجاجات حاشدة، الجمعة، أطلق عليها اسم جمعة الصمود، فيما نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد خالد المحنا، لـ"سكاي نيوز عربية" شن القوات الأمنية أي هجمات ضد المتظاهرين.

وقال المحنا: "لا يوجد هنالك تخوف إزاء التظاهرات. فالتظاهرات حالة اعتيادية وهي جزء من ممارسات النظام الديمقراطي الذي اعتاد عليه الشعب العراقي".

ولفت إلى أن التظاهرات شهدت "بعض حالات العنف"، لكن "يوجد إجماع وطني على ضرورة أن تكون التظاهرات سلمية وإبعاد الممارسات العنيفة"، على حد قوله.

وفي وقت سابق، ذكرت مصادر أمنية وطبية في العراق، الخميس، أن 3 متظاهرين قتلوا وأصيب عشرات آخرون من جراء مواجهات مع قوات الأمن، وسط بغداد.

أخبار ذات صلة

داخلية العراق: لا نخشى "جمعة الصمود" وعلاقتنا بالمحتجين طيبة
بالكمامة والهتافات.. هكذا احتفل "أسود الرافدين" ومشجعوهم

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر طبية قولها، إن المتظاهرين الثلاثة قتلوا إثر قنابل غاز أطلقتها قوات الأمن وسط العاصمة العراقية، وكانت إحصائية سابقة تحدثت عن مقتل اثنين وإصابة 35 آخرين.

وقالت المصادر إن أحد المحتجين قتل على الفور في الحال، إثر اصطدام عبوة غاز مسيل للدموع برأسه، في حين توفي الآخر في المستشفى متأثرا بجروح من قنبلة صوت أطلقتها قوات الأمن، على ما أوردت وكالة "رويترز".

300 قتيل منذ أكتوبر

وقتل أكثر من 300 شخص منذ الأول من أكتوبر مع إطلاق قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على حشود المتظاهرين في بغداد، والمحافظات الجنوبية، بحسب الأمم المتحدة.

وبدأت الموجة الثانية من الاحتجاجات في أواخر أكتوبر الماضي، وارتفع سقف المتظاهرون الذي خرجوا احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية ومكافحة الفساد، إلى حد المطالبة بـ"إسقاط النظام".

ولم تتمكن الحكومة من تهدئة الاضطرابات التي وضعت الطبقة السياسية، المدعومة من إيران، في مواجهة شبان لم يشعروا بأي تحسن يذكر في ظروفهم المعيشية، حتى في وقت السلم، بعد عقود من الحرب والعقوبات.

والاحتجاجات التي يشهدها العراق، هي أشد وأعقد تحد منذ سنوات للنخبة الحاكمة التي هيمنت على المشهد السياسي بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003.