كشفت زيارة الرئيس التركي لواشنطن عن مساع للتغيير الديموغرافي في شمال شرقي سوريا، بعدما أعلن رجب طيب أردوغان أنه يرغب في إعادة توطين مليوني لاجئ سوري، في المنطقة الآمنة التي يريد إنشاءها.
وغالبية سكان المنطقة التي يتحدث عنها، من الأكراد، وهو ما يعني أنه يسعى للتخلص من معظم اللاجئين السوريين، والزج بهم بعيدا عن مناطقهم الأصلية.
كما أن حديث أردوغان يشي باستخدامه للاجئين، أداةً لتنفيذ سياساته ضد المناطق الكردية.
وقال أردوغان في كلمة له في واشنطن إنه طلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوقف عن دعم وحدات حماية الشعب الكردية.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية السورية معادية، لكنها تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم داعش في سوريا.
وقال أردوغان "يمكن لتركيا والولايات المتحدة العمل سويا للقضاء على داعش وإحلال السلام في سوريا. الشريك الأكثر فعالية للولايات المتحدة في المنطقة للقيام بهذه المهمة هو تركيا"، على حد تعبيره.
أما الرئيس الأميركي فجدد التأكيد على أن بلاده أبقت على قواتها في سوريا، لحماية حقول النفط، ووصف اتفاق وقف إطلاق النار شمال شرقي سوريا، بأنه متماسك.
واستبق وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، لقاء ترامب وأردوغان، بالتأكيد أن 600 عسكري أميركي باقون في سوريا، وأن واشنطن ستواصل دعم قوات سوريا الديمقراطية.
وشدد على دورها في منع ظهور داعش مجددا، بينما قال إن تركيا تبتعد عن حلف شمال الأطلسي، وبدأت تنفصل عنه فيما يبدو.
واستدل على ذلك بتوغلها العسكري في سوريا، وبالصفقة التي أبرمتها مع روسيا لاقتناء منظومة صواريخ "إس 400". هذه المواقف المتلاحقة، قد تعني الدخول في مرحلة جديدة من رسم ملامح منطقة شمال شرقي سوريا، وفقا للمصالح والتفاهمات.