انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان تسجيل صوتي لمديرة مدرسة الراهبات المخلصات، الراهبة منى وازن، تهدد فيه الطلاب بالطرد وحرمانهم من الشهادات الرسمية في حال شاركوا بأي تظاهرة أو تحرك احتجاجي.
ويأتي ذلك بينما يغص دوار إيليا بصيدا بمئات المتظاهرين دعما للحراك الشعبي، الذي يعم مختلف المناطق اللبنانية، وفيما قرر عدد كبير من طلاب صيدا والجوار التوافد إلى هذا التقاطع الذي بات رمزا للانتفاضة الشعبية في المدن الجنوبية إلى جانب صور وكفر رمان والنبطية.
وتقول الراهبة في التسجيل الصوتي، الذي أثار موجة غضب واستنكار: "أي تلميذ أو تلميذة يشارك في الحراك سيكون ذلك بمثابة اليوم الأخير له في المدرسة. راجعوا أفكاركم وأعرفوا بأي مدرسة تتعلمون ولأي مدرسة تنتمون. أقول لكم للمرة الأخيرة انسوا هذه الأفكار وإلا ستكون العواقب كبيرة جدا".
وتهديد مديرة المدرسة، الراهبة منى وازن، دفع بوزير التربية، أكرم شهيب، إلى إصدار بيان يؤكد فيه أنه لا يقبل أن تمارس المؤسسات التربوية أي تسلط أو إرغام على طلابها، إذا أردوا المشاركة في التظاهرات والتحركات الشعبية القائمة.
كما طلب شهيب من مصلحة التعليم الخاص في الوزارة بإجراء تحقيق بشأن ما جاء في الرسالة الصوتية الراهبة منى وازن، إضافة إلى حوادث أخرى مشابهة.
من جانبه، استنكر أمين سر اتحاد الأهل ولجان وأولياء الأمور في المدارس الخاصة في لبنان، المحامي شريف سليمان، الأسلوب التهديدي السلطوي والبوليسي.
وقال سليمان: "ليس لائقا أن يصدر هذا السلوك عن مديرة مؤسسة تربوية وإن كانت الراهبة تصر على أخذ منحى سياسي في المدرسة وتخوّف الناس، فلتعلم أنّنا جاهزون لمقاضاتها".
وبعد أن توالت الأصوات المنددة والمستنكرة، أصدرت المدرسة، الواقعة في منطقة عبرا بمدينة صيدا، توضيحا قالت فيه إن "المدرسة تعلن أنها ليست ضد أي تحرك يحدث في الشارع وهدفه إنهاء الفساد في البلاد".
وأشارت إلى أن "مشروعها التربوي إنما ينسجم مع أهداف الثورة الحاصلة في هذه الأيام. وتعلن أيضا أن ما صدر عن رئيسة المدرسة في رسالة صوتية كان موجهاً إلى فئة من طلاب المدرسة ينوون المشاركة بالتظاهر انطلاقا من المدرسة ومن دون علم ذويهم".
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للراهبة منى وازن، مع وزراء ونواب في التيار الوطني الحر من بينهم وزير الخارجية جبران باسيل.