انطلقت، مساء الأحد، تظاهرات حاشدة في بيروت ومناطق لبنانية أخرى، فيما تصاعدت دعوات لتنفيذ إضراب عام يوم غد الاثنين.
وقال مراسلنا إن أعدادا غفيرة من المتظاهرين احتشدت في مختلف ساحات الاعتصام، لإبداء تمسكهم بمطالبهم الهادفة إلى تشكيل حكومة جديدة ومحاربة الفساد وإحداث إصلاحات سياسية واقتصادية.
وأشار إلى أن "عشرات الآلاف يتظاهرون في بيروت وطرابلس وصيدا والنبطية وصور وكفرمان"، مضيفا أن المتظاهرين في ساحات بيروت دعوا إلى إضراب عام يوم غد الاثنين.
وتأتي تظاهرات اليوم بعد دعوات للاعتصام تحت اسم "أحد الوحدة"، وفي أعقاب أيضا تأكيد حركة "لحقي" نيتها التصعيد في الشارع.
وكانت "لحقي" ذكرت في وقت سابق "فلنملأ الساحات في بيروت وفي كل المناطق، ولنصعد في الأيام القادمة. ولنسمعهم رفضنا لإعادة إنتاج نفس السلطة الفاشلة بنفس ذهنية المحاصصة الطائفية".
دعوة إلى إضراب عام
ودعت حركة "لحقي" اللبنانيين واللبنانيات إلى المشاركة في إضراب عام، الاثنين، واستكمال التظاهرات والتحركات في المناطق التي تساهم بالضغط على السلطة إلى غاية تحقيق باقي المطالب.
وقالت الحركة، في بيان، إن قوى المنظومة تقابل وحدة الناس بـ"المماطلة والاستهتار والاستخفاف"، مضيفة "بعد 5 أيام على تحقيق انتصار إسقاط الحكومة، لم تتم الدعوة إلى استشارات نيابية".
وأعادت الحركة التذكير بأن "حكومة مصغرة من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضائها" هو مطلب الشارع وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.
أنصار عون يتظاهرون
في المقابل، نظم التيار الوطني الحر، الذي ينتمي إليه الرئيس عون، مظاهرة أمام القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت ظهر الاثنين.
وحذر عون في كلمة له من تعدد ساحات الاحتجاج في البلاد، مطالبا بألا يجعلها البعض ساحة ضد أخرى، على حد تعبيره.
وأضاف عون، أمام حشد من أنصاره تجمعوا قرب القصر الرئاسي في بعبدا، أنه تم رسمُ خارطة طريق من ثلاث نقاط، تتعلق بالفساد والاقتصاد والدولة المدنية.
وعادت الحياة في لبنان إلى طبيعتها بعض الشيء الأسبوع الماضي حيث أعيد فتح بعض الطرق وفتحت البنوك أبوابها أمام الجمهور يوم الجمعة بعد إغلاقها لمدة أسبوعين، وإن كانت لا تزال هناك أنباء عن قيود على سحب العملات الأجنبية والتحويلات إلى الخارج.
التخوين ضد الشعبوية الفارغة
وقال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، جبران باسيل، الأحد، إن هناك "خيانة لا مبرر لها".
وأوضح باسيل، الذي يرأس التيار الوطني الحر، وهو صهر الرئيس اللبناني "هناك أيام صعبة تنتظرنا. أهل الخيانة قلائل في صفوفنا. في الأزمات الكبيرة يظهر أمران: الخوف ونستطيع فهمه، والخيانة التي لا نستطيع فهمها وليس لها مبرر".
ولم يتأخر رد النائب السابق وليد جنبلاط، حيث قال، في تغريدة لاذعة على حسابه في تويتر، إن البلاد "عادت إلى المربع الأول مع كلام شعبوي فارغ".
مصير المدارس؟
ونقلت وسائل إعلام محلية عن وزارة التربية اللبنانية قولها إنه "يترك لمدير المدرسة دراسة الأوضاع المحيطة بمدرسته واتخاذ قرار على مسؤوليته لجهة فتح المدرسة أو إقفالها".
وقالت صحيفة "النهار" اللبنانية إن وزارة التربية ما تزال تعتمد على بيانها السابق، الذي تترك فيه القرار إلى مدير المدرسة أو المؤسسة التربوية.
وكانت صفحات اجتماعية نشرت تقارير تفيد باستمرار إقفال المدارس والجامعات، بسبب الإضراب المتوقع يوم غد الاثنين.