يلجأ المتظاهرون في العراق إلى بعض الوسائل البسيطة للحماية من قنابل الغاز الفتاكة التي تطلقها قوات الأمن، وقد أسفرت عن مقتل العديد من المحتجين إما بإصابات مباشرة في الرأس أو الاختناق.

ومع تنوع أصناف قنابل الغاز المسيلة للدموع التي تستخدمها قوات مكافحة الشغب في العراق، تنوعت في المقابل ابتكارات المتظاهرين لوسائل جديدة لمواجهة وحماية أنفسهم من هذه الغازات.

ووجدت مجموعة من طلبة كلية العلوم في مزج الخميرة مع الماء مضادا فعلا لمقاومة الحرقة الشديدة في العين التي تسببها كثافة الغازات.

وتقول طالبة جامعية متطوعة لسكاي نيوز عربية: "أول شيء نمزج الخميره مع الماء ونرسلها إلى الخطوط الأمامية لأنهم يختنقون هناك وهذه تساعد على تخفيف حرقة العين بدونها لا يتمكن الشخص من النظر".

وتضيف الطالبة: "شراب الكولا هو الآخر سلاح سلمي آخر لمقاومة الغاز المسيل للدموع سيما عند ما يصفه المتظاهرون بالخطوط الأمامية عند جسر الجمهورية".

سلاحهم الغاز.. وسلاحنا الكولا

وغير بعيد من الطالبة مجموعة من الشباب ينهمكون في إعداد "الخلطة السحرية" لمساعدة المتظاهرين في التصدي للقنابل الغاز، يقول أحد هؤلاء: "سلاحهم هو الغاز المسيل للدموع.. وسلاحنا هو البيبسي والخميرة يخفف من الاختناق،  وقد وصلتنا الخميرة والبيبسي".

ويضيف المتظاهر وهو يحمل عشرات القنينات من المشروب الغازي: "شراب البيبسي هذا نقوم بإيصاله إلى المتظاهرين لأنه يخفف من حرقة العين وهذه كلها تبرعات تصلنا".

أخبار ذات صلة

العراق يدعو "جميع الأطراف" إلى عدم التدخل في شؤونه
مقتل عراقية وواشنطن تدعو بغداد للاستماع للمحتجين
متظاهر يرمي عبوة غاز مسيل للدموع خلال مظاهرات
الأمن العراقي يقمع المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع
أحد المتظاهرين يفر من الغاز المسيل للدموع خلال مظاهرات

ومنذ بدء المظاهرات في العراق، غاب الآلاف من الطلاب عن الفصول الدراسية للمشاركة في الاحتجاجات، والتي تلقي باللوم على النخبة السياسية في انتشار الفساد والبطالة المرتفعة وسوء الخدمات العامة.

وتنشط عند خط المواجهة الأول في الاحتجاجات العديد من الفتيات المتطوعات، حيث يقمن بإيصال قبعات الرأس الواقية، سعيا منهن لمواجهة اختراق القنابل المسيلة للدموع جماجم المتظاهرين التي أوقعت العديد من القتلى.

"انتهاكات كبيرة"

ونددت منظمات دولية ومحلية، بـ"الانتهاكات الكبيرة" من قبل قوات الأمن لحقوق الإنسان خلال التظاهرات في العراق.

وبحسب منظمة العفو الدولية، تزن عبوات الغاز المسيل للدموع التي عادة ما تستخدمها الشرطة بأنحاء العالم ما بين 25 و50 غراما، لكن تلك التي استخدمت ببغداد تزن من 220 إلى 250 غراما، وتكون قوتها أكبر بعشر مرات" عندما يتم إطلاقها.

ويشهد العراق منذ أكتوبر الماضي تظاهرات بدأت في بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية وتوفير فرص عمل، ثم امتدت إلى مدن جنوبية وارتفع سقف مطالبها ليصل إلى استقالة الحكومة وتغيير النظام.

وتقول التقارير الصحفية، أن قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي التي أطلقتها قوات الأمن العراقي على المتظاهرين، أدت إلى مقتل 250 شخصا على الأقل منذ بدء المظاهرات.

ولا تعتبر هذه الاحتجاجات الأولى في العراق، لكنها الأكثر دموية منذ عام 2017، بالإضافة إلى اختلاف تلك الاحتجاجات من حيث توجهها ضد النظام ورفعها شعارات ضد التدخل الإيراني، فيما كانت تقتصر على مطالب تقليدية تتعلق بالماء والكهرباء وعدم تمتع أبناء العراق بعائدات نفطه.