شهدت مدن كربلاء والبصرة والنجف في العراق، الثلاثاء، تظاهرات ليلية تضامنا مع المحتجين في ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، وفق ما ذكر مراسل "سكاي نيوز عربية".
وكان عشرات الآلاف من العراقيين قد احتشدوا في ساحة التحرير في وقت سابق من الثلاثاء، بعد تقارير عن قتل قوات الأمن لمحتجين في كربلاء الليلة الماضية، ورفض رئيس الوزراء الدعوة لانتخابات مبكرة.
وهذا هو أكبر تجمع في العاصمة منذ بدء الموجة الثانية من التظاهرات المناوئة لحكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، والنخبة الحاكمة، يوم الجمعة.
وأطلقت قوات الأمن المتمركزة على جسر الجمهورية القريب، الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين حاولوا اقتحام المنطقة الخضراء شديدة الحراسة، التي تضم المباني الحكومية والبعثات الأجنبية، بحسب وكالة رويترز.
واكتظت الشوارع المحيطة بالسيارات الخاصة وسيارات الأجرة والدراجات النارية ومركبات "التوك توك"، مع تدفق مزيد من الأشخاص صوب الساحة.
وكانت نقابات عمالية قد أعلنت أنها ستدعو لإضرابات، لتحذو بذلك حذو نقابتي المحامين والمعلمين.
وخرجت أحدث مظاهرات بعد أن قالت مصادر طبية وأمنية إن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 14 شخصا في مدينة كربلاء أثناء الليل، بعدما فتحت النار باتجاه محتجين. وذكرت المصادر أن 865 شخصا على الأقل أصيبوا.
لكن محافظ كربلاء وقائد شرطتها ورئيس الوزراء العراقي والجيش، نفوا جميعا سقوط أي قتلى.
وأبلغت مصادر أمنية وطبية رويترز، بأن السلطات المحلية "تلقت أوامر صارمة بالتستر على ذلك"، مشيرة إلى أن معظم الجثث تعود لشبان من محافظات أخرى.
وقال رئيس دائرة الصحة في كربلاء، إن 122 شخصا أصيبوا، منهم 66 من أفراد قوات الأمن.
وفي جنوب العراق، قال موظفون بميناء أم قصر الذي يتعامل مع السلع قرب البصرة، ومسؤولون محليون، إن العمليات في الميناء تقلصت بنسبة 80 في المئة تقريبا، الثلاثاء، بعد إغلاق محتجين مدخل الميناء.
ووصل العدد الإجمالي للقتلى منذ بدء الاضطرابات في مطلع أكتوبر إلى ما لا يقل عن 250 شخصا.
الصدر وعبد المهدي
ووجه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي يقود أكبر تكتل في البرلمان العراقي، دعوة إلى هادي العامري، زعيم ثاني أكبر تكتل برلماني، المساعدة في إجراء تصويت بسحب الثقة من رئيس الوزراء.
وأضاف الصدر في بيان "جوابا على كلام الأخ عادل عبد المهدي كنتأظن أن مطالبتك بالانتخابات المبكرة فيها حفظ لكرامتك .. أما إذارفضت فإنني أدعو الأخ هادي العامري للتعاون من أجل سحب الثقة عنك فورا".
وطلب الصدر من عبد المهدي يوم الاثنين إعلان انتخابات مبكرة لكن رئيس الوزراء رد اليوم الثلاثاء بأن ليس بوسعه فعل ذلك وأن على البرلمان أن يقرر فعل ذلك.
ووصل عبد المهدي إلى السلطة قبل عام كحل وسط لحل أزمة سياسية استمرت لأسابيع بين الصدر، الذي يقود تحالفا لأتباعه وأحزاب أخرى، والعامري الذي يقود تحالفا من زعماء فصائل شيعية تدعمهم إيران.
وكسرت الاحتجاجات الحاشدة المدفوعة باستياء من المصاعب الاقتصادية والفساد استقرارا نسبيا دام قرابة عامين في العراق.
ووصل العدد الإجمالي للقتلى منذ بدء الاضطرابات في أول أكتوبر إلى ما لا يقل عن 250 شخصا.