عبر سياسيون في لبنان عن تأييدهم للخطوة، التي أقدم عليها رئيس الوزراء سعد الحريري، الثلاثاء، حين أعلن استقالته من الحكومة، فيما التزم حزب الله وحلفاؤه الصمت.
وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، وليد جنبلاط، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن الحريري اصطدم برفض التغيير الحكومي وعدم قبول كل مطالبه فاضطر للاستقالة.
وأضاف "لا نريد أن يكون لبنان مكانا لتصفية الحسابات الدولية، وأي خطأ في الحسابات سيجرنا إلى المجهول".
وتابع "آن الأوان لأن نخرج من بعض الأنانيات الحزبية، وننفذ خطوات جديدة من شأنها إخراج لبنان من الخطر المالي الذي يهدده".
وتحدث جنبلاط عن إمكانية إعادة تسمية الحريري رئيسا للوزراء، قائلا "كل كتلة نيابية تسمي من تريد، نحن ككتلة مشكلة من 9 نواب، سنسمي الحريري، وآنذاك فليأخذ المجلس النيابي مجراه الطبيعي".
هذا وأكد وزير الداخلية، ريا الحسن، أن استقالة الحريري "كانت ضرورية لمنع الانزلاق نحو الاقتتال الأهلي".
من جهته، ذكر رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، في تصريح صحفي "حسنا فعل الرئيس سعد الحريري بتقديم استقالته واستقالة الحكومة تجاوبا مع المطلب الشعبي العارم بذلك".
وأضاف "المهم الآن الذهاب نحو الخطوة الثانية والأساسية والفعلية المطلوبة للخروج من أزمتنا الحالية ألا وهي تشكيل حكومة جديدة من اختصاصيين مشهود لهم بنظافة كفهم واستقامتهم ونجاحهم، والأهم اختصاصيون مستقلون تماما عن القوى السياسية".
وختم "من جهة ثانية، أدعو المؤسسات الأمنية المعنية إلى الحفاظ على سلامة المتظاهرين حيثما وجدوا في لبنان بعد الاعتداءات الشنيعة التي تعرضوا لها اليوم في وسط بيروت".
أما سامي الجميل، رئيس حزب الكتائب اللبناني، فأوضح أن "وحدها استقالة فورية للحكومة وتشكيل حكومة حيادية من اختصاصيين ممكن ترد ثقة الناس والمجتمع الدولي بالدولة وبالتالي إنقاذ الوضع الاقتصادي والنقدي".
الأمر نفسه أكده عضو كتلة "تيار المستقبل"، النائب محمد سليمان، الذي قال على حسابه في تويتر "من جديد يثبت الرئيس سعد الحريري أنه رجل دولة، ومن جديد يقدم مصلحة البلد على مصلحته، ومن جديد يتلاقى الرئيس الحريري مع الناس ومطالبهم بوجه قوي".
في المقابل، غرد الوزير السابق، اللواء أشرف ريفي، عبر حسابه على تويتر، قائلا "ربح الرئيس الحريري نفسه وأهله، وخسر "حزب الله" حكومة كرست الوصاية والفساد، وحاول إبقاءها بالعنف والقمصان السود".
وأضاف "نقف خلف انتفاضة الشعب اللبناني، في نضاله الصعب. هذه التسوية سقطت وهذا العهد أوقع لبنان في كارثة. إلى التغيير، حمى الله لبنان ووفق اللبنانيين بإعادة تشكيل سلطة السيادة والوطنية والنزاهة".
يشار إلى أن حزب الله وحلفاءه التزموا، إلى حدود الساعة، الصمت ولم يصدر عنهم أي تصريح رسمي بشأن هذه التطورات.
رؤساء الحكومات السابقين
وكان رؤساء الحكومات السابقين في لبنان، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، عقدوا اجتماعا، مباشرة بعد إعلان الحريري استقالته.
وقالوا في بيان مشترك "لقد استجاب سعد الحريري للنداء الذي أطلقه معظم اللبنانيين.. لقد تحلى بإرث والده وشجاعته وحكمته.. حانت اللحظة ليتحمل الكل مسؤولياتهم باتجاه حركة إنقاذية وطنية، تتجاوب مع مطالب الناس وتحافظ على السلم الأهلي وتقي لبنان من الانهيارات السياسية والاقتصادية والوطنية".
وكان الحريري قدم، مساء الثلاثاء، استقالته إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، وذلك بعد نحو أسبوعين من احتجاجات شعبية تهز البلاد.
وفي كلمة مباشرة ومقتضبة وجهها إلى الشعب اللبناني، قال الحريري إنه "منذ 13 يوما والشعب اللبناني ينتظر قرارا بحل سياسي يوقف التدهور. وأنا حاولت خلال هذه الفترة أن أجد مخرجا نستمع من خلاله لصوت الناس ونحمي البلد من المخاطر الأمنية والاقتصادية والمعيشية".
وأضاف "سأتوجه إلى قصر بعبدا لتقديم استقالة الحكومة" لرئيس الجمهورية وللشعب اللبناني، "تجاوبا مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات للمطالبة بالتغيير".
هذا وسادت أجواء احتفالية بين المتظاهرين في مناطق عدة في لبنان فور سماعهم قرار استقالة رئيس الحكومة.