في ساعات معدودة، أصبحت قرية "باريشا" الصغيرة، الواقعة بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، حديث الساعة بعد أن كانت مسرحا لعملية أميركية انتهت بمقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي.
فالقرية الصغيرة غير معروفة، وتقع في منطقة جبلية تبعد 25 كم شمالي مدينة إدلب، عاصمة المحافظة، وعلى مسافة 5 كم عن الحدود التركية، قرب معبر باب الهوى، أحد أبرز المعابر بين البلدين.
كما تبعد قرية باريشا نحو 5 كم شرقي بلدة قلب لوزة، التي تعد واحدة من نحو 40 قرية مدرجة على لوائح منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للتراث العالمي، وفيها كنيسة بيزنطية يقال إنها ألهمت باني كاتدرائية نوتردام في باريس.
وتقع باريشا في نطاق سيطرة ما تسمى "هيئة تحرير الشام"، وهي تحالف من المقاتلين أسسه الفرع السابق لتنظيم "القاعدة" في سوريا ويهمين على معظم محافظة إدلب.
كما أن القرية بعيدة عن مناطق سورية انتشرت فيها قوات أميركية دعما للقوات الكردية في سياق الحرب على تنظيم داعش، علما بأنها شكلت مخبأ للعديد من مسلحي التنظيم خلال العمليات العسكرية التي دعمتها واشنطن للقضاء عليهم.
ويقع المنزل الذي استهدفته غارة القوات الأميركية الخاصة، للقضاء على زعيم تنظيم داعش على أطراف القرية المحاطة ببساتين الزيتون.
ويعيش في القرية نحو 7 آلاف نسمة، يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية، فيما تمثل المنطقة الجبلية الممتدة عند الحدود بين سوريا وتركيا منطقة تهريب ونشاط للجماعات المسلحة، حيث توجد في المنطقة خلايا نائمة لتنظيم داعش.
ونجح بعضهم في عبور الحدود مع تركيا أو العراق، فيما لجأ آخرون إلى البادية السورية الواسعة شرقا.
واستضافت باريشا مثل غيرها من بلدات وقرى محافظة إدلب العديد من النازحين الذين يقيمون في أكواخ وخيام مقامة بين أشجار الزيتون.
وفي مارس 2019، شدد مسؤولون في القوات الكردية بعد الهجوم على بلدة الباغوز، التي كانت آخر معقل لتنظيم داعش، على أن البغدادي وعددا من مسؤولي التنظيم، فروا إلى محافظة إدلب، رغم الخصومة مع "هيئة تحرير الشام".
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، مقتل البغدادي في عملية عسكرية أميركية شمال غربي سوريا. وقال ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض: "أبو بكر البغدادي قتل"، مضيفا أنه ذلك تم بعد تفجير "سترته" الناسفة.