وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشكر لروسيا وتركيا وسوريا والعراق على دعمها في عملية قتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي في غارة جوية، مشيرا إلى أن العملية أودت بحياة "كثيرين" من أتباع البغدادي الذي قتل نفسه وثلاثة من أطفاله بتفجير السترة الناسفة.
وأشاد ترامب بالدور "العظيم" لروسيا التي قال إنها فتحت المجال الجوي الذي تسيطر عليه لتنفيذ الغارة، مضيفا أن الحلفاء الأكراد زودوا الولايات المتحدة ببعض المعلومات المفيدة.
تشكيك روسي
إلا أن وزارة الدفاع الروسية أكدت أنها لا تملك أي معلومات تؤكد مقتل البغدادي، نافية تقديم أي مساعدة لتحليق الطيران الأميركي في منطقة إدلب شمال غرب سوريا.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إنها "لا تمتلك أي معلومات مؤكدة حول تنفيذ العسكريين الأميركيين عملية لتصفية جديدة للزعيم السابق لتنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، في الجزء الخاضع لسيطرة تركيا بمنطقة إدلب لخفض التصعيد".
وأشار إلى أن "زيادة عدد المشاركين المباشرين والدول التي قيل إنها شاركت في هذه العملية المزعومة، مع وجود تفاصيل متناقضة على الإطلاق لدى كل منها، تثير تساؤلات وشكوكا مبررة حول مدى واقعيتها وخاصة نجاحها" - بحسب البيان.
وأورد بيان وزارة الدفاع الروسية أربع نقاط تشكك في الرواية الأميركية؛ "أولا، لم يتم رصد أي ضربات جوية من قبل الطيران الأميركي أو ما يسمى بالتحالف الدولي على منطقة إدلب لخفض التصعيد في غضون يوم السبت أو الأيام الأخيرة الماضية".
وتابع البيان: "ثانيا، لا علم لدينا بتقديم أي مساعدة مزعومة لتحليق الطيران الأميركي في المجال الجوي فوق منطقة إدلب لخفض التصعيد خلال هذه العملية".
"ثالثا، كل الأراضي غير الخاضعة للحكومة السورية بمنطقة إدلب لخفض التصعيد تجري إدارتها والسيطرة عليها من قبل جماعة جبهة النصرة الإرهابية، التي تمثل ذراعا سوريا لتنظيم القاعدة. وقامت هذه الجماعة دائما بالقضاء على التنظيم وأي من عناصره مباشرة على الأرض بلا هوادة، باعتبارهم منافسين أساسيين لها على السلطة في سوريا. لهذا السبب يستحق الوجود الهادئ للزعيم السابق لداعش على الأراضي الخاضعة لسيطرة القاعدة السورية تقديم أدلة مباشرة منفصلة من قبل الولايات المتحدة وباقي المشاركين في العملية".
وختمت الوزارة بيانها بالقول: "رابعا وأخيرا، منذ لحظة الدحر النهائي لداعش على يد الجيش الحكومي السوري بدعم القوات الجوية الفضائية الروسية أوائل العام 2018، لا يوجد على الإطلاق لأي نبأ عن مقتل جديد لأبو بكر البغدادي تأثير على الأوضاع في سوريا أو أنشطة الإرهابيين المتبقين في إدلب".
ترامب وتفاصيل العملية
من جهته، قال ترامب إن ثماني طائرات هليكوبتر نقلت القوات الخاصة الأميركية إلى المنزل الذي كان يختبئ به البغدادي في قرية باريشا بمحافظة إدلب السورية الواقعة على الحدود مع تركيا وإنه جرى إطلاق النار عليها قبل اقتحامها المبنى بعد تفجير الجدران لتفادي باب رئيسي ملغوم.
وأضاف الرئيس الأميركي "السفاح الذي حاول كثيرا ترويع الآخرين قضى لحظاته الأخيرة في قلق وخوف وذعر مطبق خشية أن تنقض عليه القوات الأميركية".
وقال "وصل إلى نهاية النفق بينما كانت كلابنا تلاحقه. فجر سترته فقتل نفسه وأطفاله الثلاثة. شوهت الانفجارات جثته. وانهار النفق فوقه". وأضاف "مات... وهو يئن ويبكي ويصرخ".
وفي بغداد، بث التلفزيون الرسمي العراقي لقطات ليلية لانفجار وأخرى مصورة نهارا لحفرة في الأرض قائلا إنها آثار الغارة وملابس ممزقة وملطخة بالدماء.
وقال الجيش العراقي في بيان لاحقا إن جهاز المخابرات الوطني حدد موقع البغدادي وأبلغ الولايات المتحدة به.