احتجاجات العراق.. ارتفاع عدد الضحايا ومليشيات تهدد بالانتقام

الغضب الشعبي لا يزال متصاعدا في الشارع العراقي
 
الغضب الشعبي لا يزال متصاعدا في الشارع العراقي

أعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، مساء السبت، ارتفاع حصيلة الضحايا خلال يومين من التظاهرات في مختلف أنحاء العراق، فيما توعد قادة فصائل مسلحة مقربة من إيران بـ"الثأر" من الهجمات التي استهدفت مقراتهم.

وقالت المفوضية العراقية إن 63 شخصا قتلوا خلال يومين من الاحتجاجات، ارتكزت بالأساس في العاصمة العراقية بغداد ومناطق جنوبية، مشيرة إلى أن هذه الأحداث خلفت أيضا 2592 جريحا".

وأوضحت أن الحصيلة الأعلى جراء الصدامات، التي اندلعت منذ الجمعة، سُجّلت في محافظتي ذي قار وميسان.

وشهدت المحافظات الجنوبية احتجاجات عنيفة، مساء أمس، وذلك بعد أن أضرم محتجون النيران بعشرات المقرات التابعة لأحزاب سياسية وميليشياوية.

وتقول مصادر محلية إن عددا كبيرا من القتلى سقط بالرصاص الحي، حين حاول المتظاهرون اقتحام مقرات المليشيات المسلحة.

وفي أعقاب الهجمات، جرى فرض حظر التجول في محافظات ذي قار وبابل وواسط والبصرة والمثنى وميسان.

الاحتجاجات متواصلة

وتواصلت الاحتجاجات، السبت، في العديد من المدن العراقية، للمطالبة بمحاربة الفساد وتحسين الظروف المعيشية.

وحاول آلاف المتظاهرين الوصول إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، والتي تضم سفارات ومكاتب حكومية.

وأطلقت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع على متظاهرين، حاولوا إزالة جدران أمنية.

وخلفت تظاهرات اليوم هي الأخرى عددا من القتلى والمصابين، خصوصا في بغداد وميسان وذي قار والبصرة.

الصدر يحذر من "حرب أهلية"

طالب زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، السبت، حكومة البلاد بالاستقالة، محذرا من انزلاق البلاد إلى "حرب أهلية".

 الصدر، في رسالة نشرها على صفحته الرسمية في فيسبوك "إذا لم تكن المظاهرات برأي البعض حلا ولا الاعتصامات ولا الإضرابات حلا.. فهل التمسك بالسلطة حل".

وأضاف "إذا لم تستطع السلطة أن ترمم ما أفسده سلفهم، فلا خير فيهم ولا بسلفهم".

استهداف "النفوذ الإيراني"

واستهدف العشرات من المتظاهرين، مساء اليوم، القنصلية الإيرانية في كربلاء جنوبي العراق، حيث تمكنوا من الوصول إليها ومحاصرتها.

وذكر مراسلنا أن المتظاهرين وصلوا إلى قنصلية إيران، وهتفوا ضد الوجود الإيراني في العراق، بالقول "إيران برا برا".

وتداول نشطاء فيديو يظهر قيام أحد المحتجين برفع العلم العراقي على بوابة القنصلية.

ومنذ بداية الاحتجاجات العراقية، شدد الشارع على ضرورة محاربة "النفوذ الإيراني" في البلاد، وإفشال أطماع طهران في "الهيمنة المطلقة" على بغداد".

أخبار ذات صلة

مقتدى الصدر يحذر من انزلاق العراق إلى"حرب أهلية"
6 قتلى باحتجاجات بغداد والناصرية.. ومحاصرة مقر محافظ ذي قار

تهديد بـ"الثأر"

وفي المقابل، توعد قادة فصائل مسلحة عراقية مقربة من إيران، السبت، بـ"الثأر"، غداة الهجمات الليلية الدامية التي طالت مقراتهم في جنوب البلاد.

وحاول متظاهرون اقتحام أحد مقرات "عصائب أهل الحق" في مدينة العمارة (350 كلم جنوب بغداد)، قبل إضرام النار فيها. وأسفر الهجوم عن مقتل أحد قادة العصائب.

وبعدها، قال زعيم عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، إن مقتل القيادي وسام العلياوي يعد "الدليل الأكبر على مشروع الفتنة (...) وحجم المؤامرة التي تستهدفنا".

وأضاف أن "هذه الدماء هي التي ستقلب المعادلة". بدوره، أكد هادي العامري، زعيم منظمة بدر، التي أحرق مقرها في جنوب البلاد أيضا، أن "العراق يمر اليوم بفتنة كبيرة".