أصيب ستة أشخاص على الأقل بجروح السبت خلال مواجهات بين الجيش اللبناني ومتظاهرين في طرابلس بشمال لبنان، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، فيما دخلت التظاهرات الحاشدة في البلاد يومها العاشر.
وأعلنت الوكالة الوطنية الرسمية أن إصابات وقعت "خلال تصادم أثناء محاولة الجيش فتح الطريق الدولي الذي يربط طرابلس بالمنية وعكار" في شمال لبنان، مشيرةً إلى أن بعض هذه الإصابات بالغة، كما تحدثت عن توقيف عدد من الشبان.
وتكتظ الشوارع والساحات في بيروت ومناطق أخرى من الشمال إلى الجنوب منذ 17 أكتوبر، بحراك شعبي غير مسبوق وعابر للطوائف على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين.
ونشر ناشطون مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي قالوا إنها في منطقة البداوي في طرابلس، ويظهر فيها عناصر من الجيش أثناء محاولة تفريق المحتجين بالقوة.
وبحسب مراسلنا، أشعل محتجون الإطارات رفضا لمحاولات الجيش فتح الطرقات، فيما تدخل مسؤولون محليون لخفض حدة التوتر بين المتظاهرين وعناصر الجيش.
وتشهد مدينة طرابلس منذ الأسبوع الماضي تظاهرات احتفالية يومية في ساحة النور في إطار الحراك الشعبي.
وأعلنت الوكالة الوطنية أنه تم التأكد من هويات ستة جرحى، نقلوا إلى المستشفيات المحيطة بعد إصابتهم جراء التوتر الذي ارتفع مع إحراق شبان لإطارات وسط الطريق السريع.
وأفاد مصدر طبي في المنطقة وكالة فرانس برس أن العدد الجرحى قد يكون أكثر من ذلك.
بدوره، دعا رئيس الوزراء سعد الحريري لإجراء تحقيق "فوري" بشأن الأحداث التي وقعت، وفق ما أعلن مكتبه الإعلامي في بيان.
وقال الجيش اللبناني من جهته في بيان إن قوة تابعة له تدخلت في منطقة البداوي بعد وقوع إشكال بين معتصمين وعدد من المواطنين كانوا يحاولون اجتياز الطريق بسياراتهم وأدى الإشكال إلى سقوط جرحى من الجيش ومدنيين.
وأضاف أنه اثر محاولتها التدخل تعرّضت القوة "للرشق بالحجارة وللرمي بالمفرقعات النارية الكبيرة مما أوقع خمس إصابات في صفوف عناصرها"، موضحاً أنه عندها "عمدت القوة الى إطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريق المواطنين".
وقال إن عناصر الجيش أطلقت النار بالهواء وأطلقت الرصاص المطاطي بسبب تطور الإشكال "حيث أصيب عدد من المواطنين بجروح".
وأكد البيان أن "الجيش استقدم تعزيزات أمنية إلى المنطقة وأعاد الوضع إلى ما كان عليه، وفتح تحقيقاً بالموضوع".
وفي أحد المستشفيات في طرابلس حيث تتم معالجة الجرحى، لم يؤكد أقاربهم وشهود عيان رواية الجيش.
واتهم قريب أحد الضحايا، رفض الكشف عن هويته، الجيش باستفزاز "متظاهرين سلميين كانوا يقطعون الطريق"، عبر إطلاق النار بالهواء. وقال إن المتظاهرين ردوا برمي الحجارة عليهم.
وجاء ذلك بعدما أعلنت قيادة الجيش اللبناني في وقت سابق في بيان عن عقد اجتماع في مقرها ضم قيادات الأجهزة الأمنية والجيش "لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد في ضوء استمرار التظاهرات وقطع الطرقات".
وبعد الاجتماع، أكد الناطق باسم الجيش اللبناني لوكالة فرانس برس أنه "تم اتخاذ قرار لفتح الطرقات الرئيسية في جميع المناطق بالطرق السلمية ومن دون اللجوء إلى أي عنف". وأضاف "سنتفاوض مع المتظاهرين".