ارتفعت حصيلة القتلى بين المتظاهرين إلى 24 شخصا، الجمعة، في العراق، بينهم ثمانية في بغداد، حيث تجددت الاحتجاجات الشعبية لتصبح أكثر اشتعالا في مدن الجنوب، مما دفع السلطات إلى إعلان حظر تجول في 6 محافظات.

وأعلنت المفوضية العراقية لحقوق الإنسان في بيان إن 24 شخصا قتلوا وأصيب 2050 آخرين في عموم البلاد.

ونصف عدد القتلى سقط بالرصاص الحي في جنوب البلاد، حيث حاول متظاهرون اقتحام مقر ل"عصائب أهل الحق"، أحد أبرز فصائل "قوات الحشد الشعبي"، وفق ما أكدت لوكالة فرانس برس مصادر أمنية وطبية.

وفي العاصمة بغداد، أطلقت الشرطة العراقية الرصاص الحي والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، الجمعة، لتفريق آلاف المحتجين في الشوارع، مما أدى إلى قتل 8 من المتظاهرين وأصيب العشرات، بحسب مسؤولين أمنيين.

كما قتل خمسة متظاهرين بالرصاص الحي خلال محاولتهم اقتحام مقر عصائب أهل الحق، أحد أبرز فصائل قوات الحشد الشعبي، في مدينة العمارة التي تبعد 350 كيلومترا جنوب بغداد.

وذكرت وكالة "رويترز" نقلا عن مصادر أمنية وطبية قولها، أن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا عندما أطلق مسلحو ميليشيا "عصائب أهل الحق" الرصاص على مجموعة من المحتجين بينما يحاولون اقتحام مقر الجماعة في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار.

وفي المحافظة ذاتها، اقتحم نحو 3 آلاف متظاهر اقتحموا مقر المحافظة وأشعلوا النار فيه.

هجوم على مقرات حزبية

كما أشعل المحتجون في المحافظة النيران في مقرات أحزب سياسية، منها الحكمة والدعوة وبدر وتيار الإصلاح والنصر والفضيلة، وميليشيا "كتائب سيد الشهداء"، وميليشيا "سرايا الخرساني" ومكتب النائب أشواق الضالمي، ومكتب مفوضية الانتخابات.

أخبار ذات صلة

3 قتلى و100 مصاب في احتجاجات بغداد.. والحراك يصل المثنى
العراق على صفيح ساخن.. دعوات للتظاهر ووعود حكومية
الأمم المتحدة: العراق انتهك حقوق الإنسان في مواجهة المحتجين
العبادي يدعو الحكومة العراقية للاستقالة.. والاعتذار للشعب

وخرج الآلاف في مسيرة صوب مبنى المحافظة الجنوبية، وبحسب الوكالة الرسمية في العراق فقط طالب المتظاهرون هناك بمكافحة الفساد وتوفير عمل للعاطلين.

لكن صورا جرى تداولها عبر شبكات التواصل، أظهر أن المحتجين يطالبون بمحاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين الذين خرجوا مطلع أكتوبر الجاري، وبلغ عددهم بحسب لجنة لتحقيق 157 قتيلا.

وأقدم محتجون على حرق مكاتب حزب الدعوة وحزب الفضيلة ومكتب بدر في مدينة المساوة مركز محافظة المثنى، في حين وصفت وسائل إعلام عراقية هؤلاء بـ" عناصر غير منضبطة".

وفي محافظة واسط، عملت فرق الدفاع المدني على إخماد النيران التي أشعلت مكاتب الأحزاب السياسية.

حظر تجول

وقال مراسلنا إن السلطات فرضت حظر التجول في محافظات ذي قار وبابل وواسط والبصرة والمثنى وميسان.

وأضاف "رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، خول للمحافظين فرض حظر التجول في محافظاتهم".

وبحسب مراسلنا، قرر مجلس النواب العراقي عقد جلسة خاصة يوم السبت لمناقشة مطالب المتظاهرين و قرارات مجلس الوزراء وتنفيذ حزم الإصلاحات. 

ولم تفلح حتى الآن القرارات الحكومية في تهدئة غضب الشارع الذي انتفض احتجاجا على الفساد وتردي الخدمات في البلاد الغنية بالنفط.

وبرغم الثروة النفطية الهائلة للبلد العضو في أوبك، يعيش كثيرون في فقر ولا يحصلون على المياه النظيفة أو الكهرباء أو الرعاية الصحية الأساسية أو التعليم اللائق في وقت تحاول فيه البلاد التعافي من سنوات الصراع والصعوبات الاقتصادية.

وينظر العديد من العراقيين إلى النخبة على أنها خاضعة لإيران أو الولايات المتحدة، ويظن كثيرون أن هاتين القوتين تستخدمان العراق لمواصلة الصراع على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء دون الاهتمام باحتياجات الناس العاديين.