توافد العشرات من المتظاهرين العراقيين إلى ساحة التحرير بوسط العاصمة بغداد، مساء الخميس، استعدادا لتظاهرات من المتوقع أن تكون حاشدة، الجمعة، في القوت الذي أعلنت فيه وزارة الداخلية حالة الإنذار القصوى.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع تظهر المتظاهرين وهم يتوافدون على الساحات العامة في بغداد وغيرها من المدن استعدادا للمظاهرات المرتقبة.
وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" بإغلاق جسري الجمهورية والسنك وسط بغداد بسبب ازدياد أعداد المتظاهرين.
ورصد مراسلنا ترديد المتظاهرين في ساحة التحرير لهتافات ضد التدخل الإيراني والجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.
وكان سليماني من بين 10 أشخاص، ذكرهم تحليل لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، شكلوا خلية أزمة للتعامل مع أسبوع الاحتجاجات العارمة في بداية شهر أكتوبر الحالي في بغداد وغيرها من المحافظات.
وبحسب التقرير فإن هذه اللجنة كانت من ضمن مهامها توفير مواد استخبارية عن النشطاء واتصالات آمنة للقناصة.
وتأتي تظاهرات الجمعة بعد ثلاثة أيام من تقرير حكومي أكد مقتل 157 شخصاً معظمهم في بغداد، خلال أسبوع من الاحتجاجات المطلبية، بينما ندد سياسيون بنتائج الإعلان الرسمي عن عنف الاحتجاجات.
وأقر التقرير بـ"الاستخدام المفرط للقوة" من قبل قوات الأمن، لكن السلطات لم تكشف هوية القناصة الذين استهدفوا المتظاهرين.
وفي السياق ذاته، ذكرت وزارة الداخلية العراقية أن "رئيس الوزراء ووزير الداخلية وجها القوات الأمنية بالتعامل المسؤول مع المتظاهرين وفق مبادئ حقوق الانسان والالتزام بالتوجيهات لحماية التظاهر السلمي".
وبحسب ما نقلت وكالة فرانس برس، سيتحدث وكيل المرجعية في خطبة صلاة الجمعة قبيل بدء التظاهرات الجديدة المرتقبة غدا. ويعتبر رأي المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني مؤشرا إلى مدى التعبئة، ويُنظر إليه بوصفه صانع أو منهي عهد الحكومات.
وأعلن رئيس تيار الحكمة الزعيم الشيعي عمار الحكيم معارضته للحكومة، لكنه قال إنه لن يشارك باسم تياره في احتجاجات الغد، وقال في تغريدة: "نحن لا نمنع أنصارنا من النزول بصفتهم الشخصية".
وقد دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مؤيديه إلى المشاركة في التظاهرات، بعدما طالب خلال التظاهرات الأولى إلى استقالة الحكومة التي يشارك فيها.
جهوزية سرايا السلام
ودعا الصدر أنصاره إلى "التأهب والجهوزية لكل طارئ بدءاً من ليلة الخميس وحتى إشعار آخر"، وشملت الدعوة جميع أنصاره ونوابه.
وأصدر زعيم التيار الصدري أوامره للتنظيم التابع له سرايا السلام بالتدخل في حال تعرض المتظاهرون لأي اعتداء.
وأعلن البرلمان الذي أصيب بالشلل منذ الأول من أكتوبر بسبب الانقسامات، أنه سيعقد جلسة السبت لمناقشة مطالب المحتجين.