أعلن زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار، الأحد، أنه يرغب في إرجاء تشكيل حكومة تقاسم السلطة لفترة أخرى، محذرا من أن الإسراع في تشكيلها قد يؤدي إلى عودة الحرب الأهلية.
ومشار الذي قام بزيارة نادرة لجوبا قادما من منفاه الخرطوم لمحادثات مع خصمه الرئيس سلفا كير، التقى وفدا من مجلس الأمن الدولي يجري زيارة لهذا البلد قبل ثلاثة أسابيع من موعد تشكيل حكومة الوحدة في 12 نوفمبر.
وتم إرجاء تشكيل الحكومة مرة في مايو على خلفية قضايا حاسمة مثل تشكيل جيش موحد يضم قوات حكومية ومن المتمردين، إضافة إلى خلافات حول حدود الدولة.
وحذر مشار من أنه ما لم تتم معالجة القضايا الأمنية، فإن البلاد ستشهد تكرارا للاقتتال عام 2016، عندما انهار اتفاق سلام سابق وتفاقم النزاع ما اضطره للفرار سيرا تحت وابل من النيران.
وقال مشار لوفد مجلس الأمن الدولي "لماذا تريدون تكرار الأخطاء نفسها". ويضغط الوفد من أجل تشكيل حكومة، فبعثة حفظ السلام في جنوب السودان هي الأعلى كلفة في العالم.
وبموجب اتفاق السلام الموقع في سبتمبر، يتم تدريب مقاتلين من جميع الأطراف ونشرهم في إطار جيش قوي قوامه 83 ألف عنصر، لكن هذه العملية تعرقلت بسبب التأجيل والافتقار للتمويل.
وقال مشار"إن لم يكن لدينا جيش وطني وشرطة وأمن كيف تشكلون حكومة؟ هذا الصباح التقيت والرئيس كير القادة الأمنيين وتوصلنا إلى أنه حتى في ثلاثة أشهر لن نتمكن من تحقيق ذلك".
وأضاف "لدينا قضايا حساسة يتعين حلها، والترتيبات الأمنية يجب أن تكون في مكانها. إذا لم نتوصل لذلك بحلول 12 الشهر المقبل عندما يصر كير على تشكيل الحكومة كما هدد، لا تلومونا".
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت إنها تشعر بالخيبة إزاء تصريحات مشار.
وقالت "هناك فرصة للقادة السياسيين في جنوب السودان للقيام بتسويات سياسية والمضي قدما نحو المرحلة المقبلة من عملية السلام بطريقة تتمتع بمصداقية وشفافة وتخضع للمساءلة".
والموقعون الآخرون على اتفاق السلام منقسمون بين من يريدون إرجاء تطبيقه لفترة أخرى والذين يريدون الدفع نحو تشكيل حكومة.
وذكر زعيم الحركة الوطنية الديموقراطية المتمردة لام آكول أجاوين "لم لا نمنح أنفسنا شهرين مثلا من أجل حل قضايا الترتيبات الأمنية وعدد الولايات بدلا من تشكيل حكومة تنهار في شهرين؟".
ومن المتوقع أن يواصل كير ومشار محادثاتهما الاثنين.
واندلعت حرب السودان بعد عامين من استقلال هذا البلد عام 2011 إثر خلاف بين كير ومشار. وأودت بنحو 400 ألف شخص وشردت قرابة أربعة ملايين.