يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التأكيد على أنه "لن يتراجع" عن عمليته العسكرية، التي يستهدف بها الأكراد في شمال سوريا، فيما تلوح أميركا ودول الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على أنقرة.

وكثفت تركيا ضرباتها المدفعية والجوية على شمال شرق سوريا، في تصعيد لهجوم ضد المسلحين الأكراد، أثار انتقادات واسعة وتحذيرات من وقوع كارثة إنسانية.

واليوم الجمعة، شدد أردوغان على أن بلاده لن توقف العملية العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا مهما كانت التصريحات الصادرة بشأنها.

وأضاف "لن نوقف أبدا تلك الخطوة التي اتخذناها ضد حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية السورية".

وتابع قائلا "نتلقى تهديدات من كل حدب وصوب تقول أوقفوا هذا التقدم".

وتعرضت تركيا لانتقادات من دول عدة بشأن عمليتها في سوريا، وصلت إلى الحد التلويح بفرض عقوبات عليها، في حال "تمادت وتجاوزت الحدود" على حد وصف الولايات المتحدة.

عقوبات أميركية "فعالة"

وأبلغ البيت الأبيض تركيا بأنها قد تواجه "عقوبات فعالة للغاية"، وأن الولايات المتحدة "ستعطل الاقتصاد التركي" إذا تمادت أنقرة بما هو أبعد في توغلها ضد الأكراد.

وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تأمل ألا تضطر إلى استخدام سلطة العقوبات الجديدة الموسعة التي أذن بها الرئيس دونالد ترامب.

جدير بالذكر أن العملية التركية جاءت بعدما قرر ترامب سحب القوات الأميركية من الشمال السوري، فاسحا المجال أمام أنقرة للهجوم على القوات الكردية، التي تعتبرها "إرهابية".

ودعمت الولايات المتحدة القوات الكردية التي قاتلت مقاتلي داعش وتحرس الآلاف منهم في مراكز الاعتقال.

أخبار ذات صلة

دمشق: لا حوار مع الأكراد المدعومين من أميركا بعد خيانة بلدهم
ترامب يهدد بتوجيه ضربة مالية قوية لتركيا بعد توغلها في سوريا

أوروبا تهدد أنقرة

وقالت مسؤولة فرنسية، الجمعة، إن العقوبات ضد تركيا ستكون "مطروحة" في قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، بسبب توغل أنقرة في سوريا.

وصرحت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الخارجية والأوروبية، أميلي دي مونتشالين، لإذاعة "فرانس إنتر" إن أوروبا ترفض فكرة أنها عاجزة عن الرد على ما وصفته بأنه وضع مروع للمدنيين وحلفاء أوروبا الأكراد في الحرب على داعش.

من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إنه يتعين على تركيا تفهم مخاوف الاتحاد الأوروبي من أن تؤدي تحركاتها في سوريا إلى كارثة إنسانية.

وأضاف "لن نقبل أبدا استغلال اللاجئين كسلاح واستخدامهم لابتزازنا. تهديدات الرئيس أردوغان أمس في غير محلها بالمرة".

هروب عشرات الآلاف

وفر نحو مئة ألف شخص من المناطق المستهدفة، مع أمتعتهم في سيارات وشاحنات ومركبات ثلاثية العجلات، بينما هرب آخرون سيرا على الأقدام.

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن نحو مئة ألف شخص شردوا، وحذرت وكالات الإغاثة من تعرض ما يقرب من نصف مليون شخص بالقرب من الحدود للخطر.