أعادت السلطات العراقية فتح معبر القائم الحدودي مع سوريا أمام حركة التجارة والمسافرين، الاثنين، وذلك بعد إغلاق استمر لنحو 5 سنوات، الأمر الذي أشعل الجدل مجددا بشأن علاقة القرار بالمصالح الإيرانية، وارتباطه بانتشار ميليشيات طهران في المنطقة على الحدود بين البلدين.
وأفادت مصادر إعلامية أميركية بأن إيران هي من عجلت افتتاح المعبر الحدودي بين سوريا والعراق بعد توقف العمل فيه لخمس سنوات.
فبعد العقوبات الأميركية الأخيرة التي ضيقت الخناق على الاقتصاد الإيراني، قامت طهران وعبر نفوذها في كلا البلدين بالضغط لتسريع افتتاح المعبر.
ووفقا للمصادر الأميركية، تخطط إيران لاستخدام الطريق ليشكل ممرا بريا جديدا باتجاه لبنان وسواحل البحر المتوسط لاستخدامه في تهريب شحنات النفط، وذلك بغرض التحايل على العقوبات الأميركية المفروضة عليها.
كذلك توقعت المصادر أن يصبح هذا المنفذ طريقا عسكريا لطهران لإدخال السلاح إلى ميليشياتها المنتشرة في مناطق عدة بسوريا وإلى ميليشيات حزب الله اللبناني، مشيرة إلى أن طهران بصدد بناء قاعدة عسكرية في محيط القائم تحتوي على مستودعات للأسلحة.
وترى المصادر أن معبر القائم سيخضع بالكامل لإشراف وأوامر المليشيات الايرانية المتواجدة في الاراضي العراقية والسورية.
وحول الدور الاقتصادي للمعبر، يرى الخبير الاستراتيجي معن الجبوري أن "استفادة بغداد من فتح معبر القائم محدودة وعديمة الجدوى، بسبب الظروف الأمنية في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا"، لافتا إلى أن الوضع الأمني في المنطقة الحدودية "مضطرب وتحت سيطرة مليشيات في البلدين".
وأضاف الجبوري في حديث خاص لسكاي نيوز عربية أنه "على الرغم من تواجد قوات الحدود، إلا أن فهناك أذرع مسلحة ذات نفوذ واسع تسيطر على المناطق الحدودية مع سوريا"، مشيرا إلى وجود تنسيق عال بين أذرع مسلحة في البلدين، الأمر الذي يمكنها من عبور الحدود بإرادتها، وبدون أي ضوابط حكومية أو دولية.
وبشأن مردود فتح المعبر بالنسبة لإيران، أوضح الجبوري: "نعلم أن هناك إشكالية لإيران أن تؤمن الخط الحريري لها الذي يؤمن وصول الأسلحة والمعدات العسكرية وتنقلات المسلحين بين إيران والعراق وسوريا وحتى لبنان".
ويرى الخبير الاستراتيجي أن الحكومة العراقية "أرادت بفتح معبر القائم أن ترسل رسالة إلى الداخل ودول الإقليم ودول العالم بأن الحدود تحت السيطرة وأن الوضع الأمني مستتب، إلا أنه لا يخفى على المراقب أن هذه المنطقة ذات إشكالات كبيرة، ولا تزال هناك حرب اقليمية دائرة في المناطق الحدودية وخصوصا تلك التي تقع بين سوريا والعراق".
يذكر أن معبر القائم الذي كان خاضعا لسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، يقع في محافظة الأنبار غربي العراق، وتم تحريره من التنظيم الإرهابي في نوفمبر 2017.
وتربط العراق وسوريا 3 معابر بمسميات مختلفة على الجانبين، وهي معبر ربيعة من جهة العراق، والذي يقابله اليعربية في سوريا، والوليد من جهة العراق، ويقابله التنف على الجانب السوري، والقائمة ومقابله البوكمال من في سوريا.