أعاد قرار هيئة المنافذ الحدودية العراقية عزمها فتح معبر القائم الحدودي مع سوريا الاثنين، الجدل بشأن علاقة القرار بالمصالح الإيرانية، وارتباطه بانتشار ميليشيات طهران في المنطقة على الحدود بين البلدين.
وكانت السلطات العراقية قد أقامت سياجا شائكا في المنطقة بيونيو الماضي، تحسبا من تسلل للمسلحين من داخل سوريا وفقا للرواية العراقية.
وحسم رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي موقفه مشيرا إلى الثلاثين من سبتمبر موعدا لإعادة الحركة إلى بوابات القائم، وهو قرار تربطه بغداد رسميا باستراتيجيات ومنافع اقتصادية، ستصب على البلدين، إلا أن التفسير الرسمي، يتكتم على تفاصيل أخرى.
فالقرار العراقي يأتي بعد استكمال انتشار نفذته ميليشيات موالية لإيران في المنطقة على الطرف الحدودي المقابل في سوريا.
وتشير تقارير إلى خلو المعبر الذي يبعد 7 كيلومترات عن مدينة البوكمال السورية من أي وجود للقوات السورية، وسط انتشار لميلشيات موالية لإيراني.
ويأتي ذلك، فيما لم تخف إيران يوما مساعيها للحفاظ على نفوذها في المنطقة، فمن البوكمال تحديدا ظهر قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني متوعدا الولايات المتحدة.
وعيد قائد فيلق القدس اللفظي، تستكمله ترتيبات لوجستية كشفتها الأقمار الاصطناعية، منها تلك التي نشرها موقع "إيمج سات إنترناشيونال"، والتي تظهر انخراط طهران ببناء قاعدة عسكرية في محيط القائم، وتحتوي على مستودعات للأسلحة.
ويمهد التعزير العسكري الإيراني الطريق أكثر لمخططات إيران في المنطقة، وضمان عملية نقل أسلحتها في الأرجاء.
وحول إعادة افتتاح المعبر، يرى الخبير العسكري والاستراتيجي إحسان القيسون أنه "ليس هناك ضرورة عسكرية أو اقتصادية للعراق بفتح معبر القائم، بل بالعكس هناك ضرورة عسكرية بغلق هذا المعبر، لوجود خلايا ومجاميع كبيرة في سوريا، والتخوف من أن تتسلل من خلاله".
وأضاف القيسون في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية": "نعلم أن بالجانب السوري حرس ثوري، وفي الجانب العراقي مليشيات موالية لطهران، ومن ثم سيكون الهدف من فتح المعبر هو تحقيق الهدف الاستراتيجي لإيران بوجود طريق بري يربط طهران ببغداد بدمشق وبيروت إلى ساحل البحر المتوسط".
وأردف أن من ضمن أهداف فتح المعبر هو "أن يكون العراق جزء من مخطط إمبراطورية النظام الإيراني التي تمتد من المتوسط إلى الحدود الأفغانية".
يذكر أن معبر القائم الذي كان يسيطر عليه تنظيم داعش الإرهابي، يقع في محافظة الأنبار غربي العراق، وتم تحريره من التنظيم الإرهابي في نوفمبر 2017.
وتربط العراق وسوريا 3 معابر بمسميات مختلفة على الجانبين، وهي معبر ربيعة من جهة العراق، والذي يقابله اليعربية في سوريا، والوليد من جهة العراق، ويقابله التنف على الجانب السوري، والقائمة ومقابله البوكمال من في سوريا.