تشهد القاهرة منذ مطلع الأسبوع الأخير من سبتمبر حراكا سودانيا كبيرا، حيث تعقد اجتماعات بين مجموعة من فصائل الحركات المسلحة الرئيسية المكونة للجبهة الثورية.

ووتكون الجبهة الثورية من حركات عدة أبرزها، الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، وحركتي تحرير  السودان - جناح مني أركو مناوي، وحركة العدل المساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وقوى نداء السودان.

وتأتي الاجتماعات من أجل توحيد الرؤى داخل الجبهة الثورية، إحدى مكونات نداء السودان، الفصيل الرئيسي في قوى الحرية والتغيير، وذلك ضمن جهود إحلال السلام في السودان.

وقالت الجبهة الثورية إن اجتماعات القاهرة ستناقش الترتيبات الإجرائية والتجهيزات المطلوبة لبدء التفاوض مع الحكومة الانتقالية، معربة عن تفاؤلها بالخروج بنتائج إيجابية في توحيد الرؤى التفاوضية.

ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية عن "التوم هجو"، القيادي بالجبهة الثورية قوله: "سيعقد اجتماع لنداء السودان نهاية سبتمبر الجاري عقب اجتماعات الجبهة بالقاهرة"،

وأكد أن اجتماعات القاهرة "تأتي في إطار الدعم والمساندة من مصر باعتبارها رئيسا للاتحاد الأفريقي".

وأوضح هجو أن الجبهة الثورية ستطرح عددا من القضايا بشأن السلام، وعلى رأسها استكمال الترتيبات والتجهيزات للمفاوضات المقررة انطلاقها منتصف أكتوبر المقبل بمبادرة من الفريق سلفا كير ميارديت، رئيس جنوب السودان.

أخبار ذات صلة

حمدوك: اتفقنا على إزالة كل العوائق بين الخرطوم وجوبا
توقيع اتفاق إعلان مبادئ بين الخرطوم والحركات المسلحة بجوبا

 من جهة أخرى، لم يتضح بعد موقف حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، الموجود في باريس، والذي ظل يعارض كافة الخطوات التي قادت إلى تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة مؤخرا.

وشهدت مكونات نداء السودان خلافات خلال الأيام التي تلت الاطاحة بنظام الإنقاذ، وذلك حول آليات التفاوض، الأمر الذي أدى إلى انسحاب الجبهة الثورية من المفاوضات.

وأعلن الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي، قبل أيام عزمه الاستقالة من رئاسة نداء السودان، وهو الأمر الذي يتوقع أن يعلن عنه رسميا خلال اجتماعات موسعة تجمع بين نداء السودان وفصائل من الحركات المسلحة الخميس والجمعة.

وتشير تقارير إلى أن فصائل الحركات المسلحة المجتمعة حاليا في القاهرة لم تحقق تقدما يذكر، لكن القاهرة تبذل جهودا كبيرة لتقريب وجهات النظر.

وتحاول القاهرة وضع كل ثقلها من أجل إنجاح الاجتماعات الهادفة لوضع الترتيبات الإجرائية لبدء التفاوض مع الحكومة بشأن السلام وقضايا الحكم.

لكن الكثير من المراقبين غير متفائلين بإمكانية تحقيق نتائج سريعة، نظرا للتباين الكبير داخل مكونات الجبهة الثورية، وعدم قدرة الفصائل على وضع خطوط عريضة ورؤية ثابته للتعامل مع الوضع الجديد.

كما أن الوعاء الأكبر الذي تنضوي تحته الجبهة الثورية، وهو تجمع نداء السودان، يشهد خلافات وتباينات كبيرة.