أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، السبت، أن الهجوم على منشأتين نفطيتين تابعتين لأرامكو السعودية، تم بأسلحة إيرانية، مشيرا إلى أن مصدره لم يكن من اليمن ولكن من الشمال.
وقال الجبير خلال مؤتمر صحفي، إن الهجوم الإرهابي على "أرامكو" استهدف "تهديد أمن الطاقة في العالم"، واصفا العملية بـ"غير المسبوقة"، مضيفا أن تأثيرها يطال مختلف دول العالم، وهو ما تجسد في حجم الإدانة الدولية الكبيرة للاعتداء الإيراني "غير المبرر".
وأضاف الوزير السعودي أن المملكة لا تزال تواصل التحقيقات بشأن الحادثة، وقد طلبت من الأمم المتحدة إرسال محققين للمشاركة من أجل تحديد مصدر الإطلاق بشكل نهائي.
دعم مستمر للإرهاب
وبيّن الجبير خلال المؤتمر الصحفي أن المملكة تعرضت لهجمات 250 صاروخ باليستي إيراني الصنع، فضلا عن 150 طائرة مسيرة، وهو ما يثبت طبيعة إيران الداعمة للإرهاب والتي لا تتماشى مع القوانين والأعراف الدولية.
وتابع المسؤول السعودي قائلا: "المملكة ستبذل كل الجهود للحفاظ على أمن البلاد، وعلى المجتمع الدولي وضع حد للتصرفات الإيرانية العدوانية".
وشدد الجبير على ضرورة تخلي طهران عن دعم الإرهاب وتوفير السلاح للميليشيات التي تعمل وفق أوامرها في العديد من الدول العربية.
سياسة العزل والعقوبات
ودعا الجبير العالم للعمل على عزل إيران نظرا لدعمها المستمر للإرهاب، موضحا أن المملكة ستتخذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هجوم "أرامكو" بعد انتهاء التحقيقات.
وأوضح الجبير أن المملكة على اتصال مع حلفائها، لبحث الخطوات التالية التي يمكن اتخاذها بعد العدوان على "أرامكو"، مثنيا على سياسات العقوبات التي تبناها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ضد طهران.
وفيما يتعلق بإعلان وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن موافقة ترامب، على إرسال دعم عسكري لحماية الموارد النفطية في منطقة الخليج بعد الهجمات التي استهدفت منشآت "أرامكو"، أشار الجبير إلى أنها ستسهم في ضمان حرية الملاحة في المنطقة، وعدم تعرض إمدادات الطاقة العالمية لأي تهديدات.
وتأتي تصريحات الجبير عقب إعلان وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، خلال مؤتمر صحفي في البنتاغون، الجمعة، إن عملية نشر القوات الأميركية ستكون ذات طبيعة دفاعية بصفة أساسية.
وقال وزير الدفاع الأميركي: "للتصدي للتصعيد الإيراني، طلبت السعودية بأن يكون هناك دعم دولي لحماية المنشآت السعودية، وبناء على ذلك وافق الرئيس ترامب على نشر قوات أميركية تكون دفاعية وتركز على الدفاعات الجوية".
وأضاف إسبر "سوف نزيد أيضا المعدات التي نقدمها للسعودية لتعزيز قدرتها في الدفاع عن أراضيها".
وأوضح أن "الدعم الدفاعي يهدف إلى توضيح رسالة هامة، وهي أن واشنطن تدعم شركائها في المنطقة، ولضمان حرية تدفق التجارة، ولإظهار التزامنا باحترام القانون الدولي".
وشدد إسبر على أن لدى واشنطن "خيارات عسكرية متاحة إذا كانت ضرورية"، مطالبا في الوقت نفسه طهران بـ"وقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة".
من جهته قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، جوزيف دانفورد، إن بلاده تتطلع إلى مساهمة شركاء دوليين آخرين في جهود الدفاع عن السعودية.