كشفت السعودية بالأدلة الدامغة، الأكاذيب التي أطلقتها إيران ولا تزال تطلقها، بهدف التنصل من الهجمات التي استهدفت معملين تابعين لشركة "أرامكو" شرقي المملكة، وذلك من خلال المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية العقيد الركن تركي المالكي، الأربعاء.
ومنذ وقع الهجوم، السبت، سلكت إيران طريقها المعتاد في النفي والإنكار، رغم الإشارات الواضحة التي استقبلتها السعودية ومعها عدد من الدول، على رأسها الولايات المتحدة، مما أثار الشكوك بشأن تورط إيران في الهجوم.
وكانت آخر أكاذيب ومراوغات إيران، الرسالة التي بعثتها إلى الولايات المتحدة، الأربعاء، ونفت فيها أي دور لها في الهجمات، كما لم تخل من التهديد بـ"رد فوري" في حال وقعت أي تحركات عسكرية.
وتسترت طهران وراء ما أعلنه وكلاؤها في اليمن، ميليشيات الحوثي الإرهابية، في أعقاب الحادث، بتبني الهجوم، إلا أن الخدعة الحوثية، ومن وراءها الإيرانية، لم تنطل على السعودية التي أكدت الأربعاء أن الهجوم لم يأت من اليمن.
وقال المالكي إن الهجوم الإرهابي الذي تم بواسطة 7 صواريخ كروز و18 طائرة مسيرة، جاءت إلى المملكة من الشمال وليس من الجنوب، حيث يقع اليمن، فضلا عن أن ميليشيات الحوثي "لا تمتلك مثل هذه الأسلحة"، في إشارة إلى طائرات مسيرة والصاروخ الإيراني "يا علي".
وكانت إيران قد كشفت عن صاروخ "يا علي" من نوع كروز قبل 5 أعوام، وأعلنت وقتها أن مداه يصل لـ700 كيلومتر، وهو أكثر من ضعف المدى الذي تصله صواريخ كروز الإيرانية السابقة.
وقطع المالكي الشك باليقين، عندما قال إن تحليل بقايا الأسلحة التي استخدمت في الهجوم تظهر أنها إيرانية الصنع، مؤكدا أن طهران تملك التقنية الخاصة بهذه الطائرات، كما أكدت الأرقام التسلسلية أنها إيرانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية إن "هذه الأدلة لا تبقي أي مجال للشك بشأن وقوف إيران وراء هذا الاعتداء الإرهابي"، مشيرا إلى سوابق نظام طهران ووكلائه في زعزعة استقرار المنطقة واستهداف المدنيين، والمنشآت النفطية والاقتصاد العالمي.
إجماع على الجريمة الدولية
ويتفق محللون التقتهم "سكاي نيوز عربية" في أعقاب المؤتمر الصحفي مع ما قاله المالكي، حيث أشار أستاذ القانون الدولي العام، أيمن سلامة، أن جريمة العدوان الإيراني شملت 3 أركان أساسية وفقا للقانون الدولي.
وقال سلامة: "اكتملت 3 أركان رئيسية لجريمة العدوان الإيراني، وفقا للقانون الدولي، الأولى هي مدى الهجوم العسكري، الثانية هي جسامة الهجوم، وهي كبيرة بحسب خبراء النفط، والثالثة هي طبيعة الهجوم".
وأضاف: "أحسنت السعودية بعرض دلائل لا تقبل الشك، ستوثق من قبل الخبراء الدوليين، وستؤكد أن الدولة التي اعتادت على شن الهجمات الإرهابية منذ مايو الماضي، هي من قامت بالهجمات الأخيرة".
أما المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية نورمان رول، فأكد أن إيران تخوض حملتها الخاصة لتطبيق الضغط الأقصى على المجتمع الدولي، وكل من يشارك في الحملات الاقتصادية ضدها، وهي تواصل هذه الهجمات من أجل الوصول لمبتغاها.
واستحضر الخبير العسكري والاستراتيجي سعيد الذيابي، تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، بأن طهران لن تسمح للعالم الاستفادة من النفط بينما نفطها محجوب، مما يعني أن إيران ستلجأ لأساليب غير تقليدية لإيقاف تدفقات النفط على العالم إذا منع العالم نفط إيران، وهو ما حصل مؤخرا.
وقال الكاتب والباحث ميشيل أبو نجم: "جزء من السياسة الإيرانية هي أن ترمي المسؤولية على أطراف أخرى، مثل ما حصل ما ناقلة النفط، أو صواريخ أخرى أطلقت، أو ما حصل مؤخرا".
وأضاف: "المسألة الرئيسية هي تحديد مكان الانطلاق، لأن قانونيا، يختلف الأمر إذا كان الإطلاق من الأراضي الإيرانية، أو من أماكن أخرى".
وشدد أبو نجم على نقطة مهمة ذكرها المالكي، وهي أنه مهما يكون مكان الانطلاق، فأن العقاب آت، وأن السعودية لن تغض الطرف عن ما حصل، والرد لن يكون سعوديا فقط بل دوليا أيضا.