أعلنت الرياض الانضمام للتحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية، الذي يهدف لمساندة الجهود الإقليمية والدولية لردع ومواجهة تهديدات الملاحة البحرية والتجارة العالمية، وضمان أمن الطاقة العالمي، واستمرار تدفق إمدادات الطاقة للاقتصاد العالمي والإسهام في حفظ السلم والأمن الدوليين.
لكن، ماذا يعني أن تكون السعودية جزءا من هذا التحالف؟
تحالف أمن الملاحة.. لماذا؟
بعد استهداف الناقلات النفطية في خليج عُمان بداية شهر يونيو 2019، ظهر أمام المجتمع الدولي تحد رئيسي يتعلق بحماية خطوط إمدادات الطاقة، وضرورة اتخاذ إجراءات تعمل على سلامة مرور الناقلات النفطية بعد تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
وأعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد تشكيل التحالف الدولي، وشهدت المواقف تباينات حول تأييد المشاركة من عدمها نظرا لخلفية التوترات بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وما تبعه من عقوبات اقتصادية والمواقف الإيرانية المتصلبة التي تحولت إلى تلويح بدفع المنطقة إلى توتر أمني وعسكري.
ورغم التردد الدولي حول المشاركة في التحالف، فإن المخاوف ظلت هاجسا مستداما في العواصم العالمية، خاصة بعد توقيف الولايات المتحدة لناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق واحتجاز الإيرانيين للسفن البريطانية في الخليج، مما دفع لندن لإعلان مشاركتها في التحالف مع أستراليا والبحرين.
مضيق هرمز أو برميل البارود
حولت السياسات الإيرانية مضيق هرمز إلى واحد من الممرات المائية الأكثر توترا منذ قيام ثورة 1979، وتصاعدت توترات الممر المائي كلما زادت الأزمات السياسية في المنطقة، ومنها ما عرف بحرب الناقلات التي تزامنت مع الحرب العراقية في الثمانينيات.
وحذر فرانسيس بيرين مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، والمتخصص في قضايا الطاقة، من أن "تظهر إيران قدراتها على خلق توترات في المنطقة. وعرقلة التجارة النفطية العالمية في المنطقة هي لعبة خطيرة ومحكمة جدا، لكن حين تلعب بالنار تصبح جميع الاحتمالات متوقعة، حتى الحرب".
ولم تكتف إيران برفع التوترات الملاحية في مضيق هرمز، بل كانت لها محاولة خطيرة بعد أن دفعت ميليشيات الحوثي عام 2015 لاحتلال مدينة عدن لتفرض إيران سيطرتها على مضيق باب المندب، غير أن التحالف العربي الذي قادته السعودية في اليمن استطاع تأمين المدينة والممر المائي، مع حماية الملاحة في جنوب البحر الأحمر.
الدور السعودي في التحالف الملاحي
بإعلان السعودية الانضمام، فإن ذلك سيدفع بالعديد من الدول الأوروبية والآسيوية الدخول في نطاق التحالف، أو على الأقل التعاون مع جهوده الأمنية والعسكرية، نظرا لما تمثله السعودية من امتدادات جغرافية على طول الخليج العربي والبحر الأحمر.
وتمتلك السعودية أسطولا بحريا عسكريا سيمثل أرضية مثالية للقطع الحربية الدولية لتأمين الملاحة البحرية في الخليج، كمرحلة أولية يفرضها تصاعد الأحداث في المنطقة، بعد أن اشارت العديد من التقارير إلى ضلوع إيران المباشر في الهجوم على معامل "أرامكو" النفطية، وما تبع الهجوم من تبعات على أسواق النفط العالمية.
التردد الدولي حول التحالف الدولي لحماية الملاحة البحرية سيقل مع الدخول السعودي في التحالف، لارتباط المصالح الدولية بالسعودية التي ينتظر أن تلعب دورا محوريا به، حيث ستكون الضامن الرئيسي لتأمين الناقلات النفطية والتجارية في مختلف الممرات المائية بالمنطقة.