تسعى ميليشيات الحشد الشعبي في العراق المدعومة من إيران إلى إيجاد موطئ قدم أوسع لها في محافظة الأنبار، وذلك عبر مخطط لتقسيمها حتى يسهل السيطرة عليها، بحسب مصادر متعددة.

وتسيطر ميليشيات الحشد الشعبي حاليا على أجزاء من محافظة الأنبار، إلا أن شهيتها لا تزال مفتوحة لتوسيع نفوذها في المحافظة من أجل الوصول المناطق الصحراوية غربها بعيدا عن أنظار الحكومتين المحلية والمركزية.

وتمكنت الميليشيات في الآونة الأخيرة، وتحديدا ما تسمى "كتائب حزب الله"، من الضغط على قائد عمليات الأنبار اللواء الركن محمود الفلاحي المناوئ لها لعزله من منصبه، من خلال اتهامه بالتخابر مع إسرائيل والاستخبارات الأميركية.

وعلى الرغم من أن وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري دحض التهم الموجهة إلى الفلاحي معلنا براءته، أقاله من منصبه، وأسند مهامه للواء ناصر الغنام الذي يوصف بأنه "اليد الضاربة" لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي المقرب من إيران.

تحذير من القوى السنية

وحذر نواب من اتحاد القوى العراقية السنية من المخطط الإيراني الذي تنفذه ميليشيات الحشد الشعبي ويستهدف محافظتهم، كما دخل رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي في مشاحنات سياسية عدة مع شخصيات موالية لإيران حاولت السيطرة سياسيا على محافظة الأنبار قادمة من محافظة صلاح الدين، قبل أن يتم إدراجها مؤخرا على لائحة العقوبات الأميركية.

وقال مصدر عراقي لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "بتمدد ميليشيات الحشد الشعبي في محافظة الأنبار سيكون من الصعب الكشف عن مجمل تحركاتها، وبذلك تكون طهران قد حققت أحد أبرز مطامعها في الوصول برا إلى سوريا، ثم بيروت فالبحر المتوسط".

أخبار ذات صلة

ميليشيات الحشد بالعراق تهدد منتقديها.. ومخاوف التصفية حاضرة
مقتل عناصر في الحشد الشعبي في الفلوجة

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لحساسية الموضوع، أن "ميليشيات الحشد الشعبي تسعى إلى إحكام سيطرتها على منطقة النخيب القريبة من كربلاء، للانطلاق منها برا نحو الحدود السورية والسعودية والأردنية".

وأوضح  أن "ميليشيات الحشد الشعبي موجودة في بعض مناطق الأنبار منذ العام 2015، لكن هذا الوجود تعزز بعد طرد تنظيم داعش منها، وتمددت إلى درجة أنها أصبحت أقوى من الجيش العراقي نفسه".

ويقول المصدر إن "تحركات ميليشيات الحشد الشعبي تأتي بإيعاز من إيران التي تريد أن يكون لها وجود على حدود حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، مثل السعودية والأردن، في ظل العقوبات التي تتعرض لها طهران من واشنطن".

وتعد محافظة الأنبار ذات أهمية استراتيجية، خصوصا أن مساحتها تشكل ثلث مساحة العراق، ويقطنها مليون و600 ألف نسمة، كما أن لها حدودا مع ثلاثة دول هي العراق والسعودية وسوريا.