في الظاهر، تروج قطر لفكرة قدرتها على الاستثمار الرياضي والصناعي، أما في الخفاء، فلا تكف عن تمويل الجهات الإرهابية، هذا ما أشار إليه مقال في صحيفة "لو تريبيون" الفرنسية، داعيا إلى الحزم في مواجهة الدعم القطري للإرهاب.
وقال جيرار فيسبيير، الباحث بمركز دراسات الشرق الأوسط، إن فضائح قطر خلال عملية تشييدها لملاعب مونديال 2022 باتت معروفة، ولكن هناك مواضيع "مقلقة" أخرى يجب الحديث عنها.
وبحسب الكاتب، فإن الدعم القطري المستمر، للجماعات الإرهابية في أوروبا، هي الأمور التي يجب الحديث عنها، والتي ليس لها مكان بين الدول المتحضرة الديمقراطية.
وقال فيسبيير: "لقد علمنا قبل بضعة أسابيع، أن هجوما في الصومال، تم بواسطة إرهابيين مدعومين من قطر، وهو ما نشرته صحيفة "تايمز" في تقرير معمق في 5 أغسطس الماضي".
والدعم الإرهابي القطري لهجوم الصومال لم يكن الأول من نوعه، في حين تكشف صحيفة "تايمز" أن مصرف الريان القطري يمول منظمات إرهابية في بريطانيا.
وأكدت الصحيفة أن حسابات "مريبة" عديدة تم إغلاقها في بنوك عالمية، إلا أن المصرف القطري سمح لأصحاب هذه الحسابات بالتعامل المصرفي، الذي اتضح لاحقا أنه على صلة بتمويل منظمات إرهابية من ضمنها منظمة حماس.
ومن أبرز الحسابات التي تعاملت مع بنك الريان، صندوق المنتدى الإسلامي، الذي يدعو لفرض الحكم الإرهابي المتطرف في أوروبا، ومسجد شرق لندن، الذي يستضيف متحدثين سلفيين.
أما صحيفة "تيليغراف"، فقد كشفت في تقرير أن مؤسسة قطر الخيرية في لندن، المصنفة كمنظمة إرهابية في عدد من الدول، تقوم بتوزيع الملايين سنويا على عدد من مساجد بريطانيا، التي تروج للفكر الإرهابي المتشدد.
ورغم أن المنظمة غيرت اسمها عام 2017، إلا أنها لم تتوقف عن الحصول على التمويل من قطر.
وامتدت ظاهرة دعم الإرهاب إلى خارج بريطانيا، بحسب الكاتب، وأصبحت تؤثر على أوروبا أكملها، و"حان الوقت الآن للانتباه وتسليط الضوء على ظاهرة تمويل قطر المباشر، وغير المباشر، للمنظمات الإرهابية في أوروبا".
وفي ختام المقال، أكد فيسبيير أن الوقت قد حان لفرض تشديدات صارمة، على الصعيدين الدولي والأوروبي، للحد من دعم قطر للإرهاب.