توحي التحذيرات المتبادلة بين روسيا وتركيا حول سوريا باستمرار التصعيد في إدلب، فيما يظل بلوغ "التهدئة" معلقا مع تواصل المعركة الدائرة حاليا في المحافظة السورية.
ويوم أمس، أقرت روسيا لأول مرة بوجود قواتها على أرض إدلب، ثم هددت بالرد على "أي استهداف لعسكرييها هناك"، الأمر الذي اعتبره محللون رسالة مشفرة إلى تركيا.
عبرت الرسالة الروسية بنجاح حدود سوريا الشمالية نحو تركيا، التي لم يتأخر تحذيرها هي الأخرى، إذ قالت على لسان وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو "على النظام السوري ألا يلعب بالنار"، وذلك على خلفية الهجوم الذي تعرض له رتل عسكري تركي أثناء محاولته الوصول إلى موقع المراقبة العسكري شمال غربي سوريا.
وتقول تركيا بأنها لا تنوي نقل نقطة المراقبة التاسعة في إدلب إلى مكان آخر، مشيرة إلى أن المباحثات لتحقيق التهدئة في إدلب مستمرة مع الروس، وعلى كل المستويات.
ويشير مراقبون إلى أنه "لا شيء في مسار الأحداث يوحي ببلوغ التهدئة في إدلب المشمولة، كما يفترض باتفاق روسي تركي، لخفض التصعيد وإنشاء منطقة منزوعة السلاح".
وتابعوا "الجيش السوري مدعوما من روسيا يتقدم على الأرض ويدخل أطراف مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، من المحورين الغربي والشمال الغربي للمدينة.. هذا التقدم يعيق تحركات القوات التركية التي كانت تقترب من الخطوط الأمامية في المحافظة.. ولا يبقى من مجال أمام الأتراك غير الانسحاب".
يشار إلى أن القوات السورية بدأت في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانيا في ريف إدلب الجنوبي، بدعم روسي.
هذه التحذيرات المتبادلة إذن تؤكد استمرار حدة التوتر في مناطق شمال إدلب مع وجود لاعبين كثر ونفوذ أكثر، فيما يظل المدنيون السوريون الخاسرين الأكبر.