وضعت المعارك الأخيرة في شمالي غرب سوريا، بلدة خان شيخون في دائرة الضوء، نظرا لأهميتها الاستراتيجية في خطة الجيش السوري لاستعادة إدلب، آخر معقل في قبضة الفصائل السورية المسلحة.
وذكرت وسائل إعلام مقربة من الحكومة السورية، الثلاثاء، أن الجيش دخل أطراف مدينة خان شيخون، وأكدت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقا، أنها "أعادت التمركز" في المدينة، ضمن معركة إدلب المستمرة منذ أشهر.
وأشارت الهيئة في بيان نشرته على حسابها في تطبيق "تلغرام"، أن مقاتليها أعادوا التمركز في جنوب مدينة خان شيخون، ولا يزالون يسيطرون على بلدات في منطقة مجاورة لمحافظة حماة، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".
وفي المقابل، ذكرت صحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة السورية في دمشق، الثلاثاء، أن الجيش السوري، دخل أطراف مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، من المحورين الغربي والشمال الغربي للمدينة.
وجاءت السيطرة على خان شيخون أو أجزاء كبيرة منها، بعد أن استعاد الجيش السوري السيطرة، الأسبوع الماضي، على بلدة الهبيط، البوابة المؤدية إلى ريف إدلب الجنوبي ومدينة خان شيخون، التي خرجت عن سيطرة الحكومة السورية في 2014.
ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء إلياس حنا، في حديث إلى "سكاي نيوز عربية" إنه عندما نتحدث اليوم عن المعارك في هذه المنطقة وفي كل سوريا، فهي معارك على المحاور الأساسية، كما في حالة خان شيخون.
وتقع خان شيخون على الطريق الذي يصل حلب مرورا بحماة وحتى جنوب سوريا.
وقال حنا إن المعارك الأساسية تدور في المدن، كما في الهبيط، فالقرى ليست مجهزة لمعارك كبيرة، فأغلبها فارغ أو مدمر لكن السيطرة على القرى مهمة كي تكون نقاط انطلاق نحو المناطق الرئيسية.
وربما يكون السيناريو في المنطقة المقبلة هو السيطرة على معرة النعمان وسراقب شمالا، بحسب الخبير العسكري، الذي قال إنه بعد تأمين هذه المنطقة سيكون إحكام السيطرة على الطرق الأساسية نحو المدن الرئيسية في إدلب.
واعتبر أن السيطرة على خان شيخون، على الأرجح تأتي ضمن استراتيجية "التقطيع والسيطرة على المحاور والدخول إلى المدن الأساسية في إدلب".
ويقول الروس عن العملية العسكرية في إدلب أنها من أجل تأمين "حميميم" على الساحل السوري، خاصة بعد اتهامات بأن جبهة النصرة تستهدفها.
ولذلك، يرى اللواء حنا أن الروس يسعون من وراء العملية العسكرية في إدلب إلى خلق مناطق عازلة عن المناطق الساحلية التي تهدد الوجود الروسي.
وتسعى القوات السورية بالتعاون مع موسكو لاستعادة السيطرة على محافظة إدلب، منذ نهاية أبريل الماضي، بينما لا يزال مسلحو الفصائل يتمركزون في الجيب الشمالي الغربي من البلاد، الذي يشمل معظم المحافظة، وأجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية.
ورغم كونها مشمولة باتفاق روسي تركي لخفض التصعيد وإنشاء منطقة منزوعة السلاح، تتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة منذ نهاية أبريل لقصف شبه يومي من الجيش السوري وحليفته روسيا.
وبدأت القوات السورية في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانيا في ريف إدلب الجنوبي، وتسبب التصعيد بمقتل أكثر من 860 مدنيا وفق مصادر، ونزوح أكثر من 400 ألف شخص في إدلب، وفق الأمم المتحدة.