قد تكون المعارك الدائرة في إدلب السورية أكبر وأعمق بكثير من المشاهد الظاهرة للعيان، وذلك مع احتدام الأجواء في المحافظة الواقعة شمالي البلاد.
وفي آخر تطورات المعركة، كشفت مصادر محلية أن قوات الجيش السوري دخلت بالفعل إلى مدينة خان شيخون، وهي المرة الأولى التي تطأ فيها القوات السورية أرض المدينة منذ أن فقدت السيطرة عليها عام 2014، وذلك بعد قصف جوي مكثف للطيران الحربي السوري والروسي على مدى أكثر من أسبوع.
واشتدت وتيرة التحركات في إدلب بعد ساعات من إعلان سوريا دخول رتل تركي عسكري أراضيها، محمل بالذخائر، في طريقه إلى خان شيخون.
وكشفت مصادر سورية أنه جرى استهداف الرتل التركي وحمولته بقصف جوي، فيما لم تصدر أنقرة أي تعليق في هذا السياق.
ويقول مراقبون إن ما تخفيه أجواء إدلب أعقد بكثير من كونه معركة بين الجيش والمجموعات المسلحة.
وأشاروا إلى أنه في حال أصدرت تركيا موقفا بشأن رتلها العسكري، فإن ملامح المرحلة المقبلة في الشمال السوري ستتضح أكثر.
اتفاق إدلب والمنطقة الآمنة
وتم التوصل إلى ما يعرف بـ"اتفاق إدلب"، وهو اتفاق روسي تركي، في سبتمبر العام الماضي بمدينة سوتشي.
وبموجبه تم التوافق على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب، في خارطة طريق تعهدت تركيا بموجبها بضمان انسحاب المجموعات المسلحة بما فيها هيئة تحرير الشام.
وبحجة الاتفاق، أقحمت أنقرة مدرعاتها إلى الأراضي السورية مصرة على اقتطاع المنطقة الآمنة ومتذرعة بحماية حدودها من "التهديدات الإرهابية".
والتهديدات الإرهابية في القاموس التركي، هي وحدات حماية الشعب الكردية والوجود الكردي بالقرب من حدودها.
ويقول المحللون إن تركيا تتناسى التهديدات الإرهابية، المعروفة في القواميس الدولية، التي صنفت جبهة النصرة ومسلحيها في خانات المجموعات الإرهابية.
وتابعوا "لم تفعل تركيا الكثير لكبح وجود هؤلاء في الشمال السوري مخالفة بذلك التزاماتها في سوتشي وغيرها".
من جهتها، ترد دمشق اليوم على التحركات التركية الجديدة بالقول إنها لن تسمح باستمرار الدعم التركي للإرهابيين على أراضيها.