غداة التوقيع على وثيقة الاتفاق النهائي بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، تزينت الخرطوم لطي صفحة نظام عمر البشير، الذي أدخل البلاد في حروب بالجنوب الذي آثر الانفصال، ودارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وشرد الآلاف داخل وخارج السودان.
ما بين قاعة الصداقة التي ستشهد مراسم التوقيع ومطار الخرطوم الكائن بوسطها، بدأت القنوات التلفزيونية نصب أجهزة النقل المباشر لحضور الضيوف، ونقل احتفالات استقبال العهد الجديد الذي ينشده الشارع السوداني.
قاعة الصداقة بالخرطوم، الممتدة على مساحة 80 ألف متر مربع والرابضة بجوار النيل الأزرق والتي شهدت العديد من القمم الإقليمية، تشرع أبوابها صباح السبت لتبقى شاهدة على واحد من أكبر الأحداث في البلاد.
ومع بلوغ حراك الشارع السوداني بدايات تمامه، تبلغ قاعة الصداقة الأربعين من عمرها، وهو عمر الرشد والشدة فهل يبلغ الحراك السوداني الذي أطاح نظام البشير رشده بتوقيع الاتفاق؟
ومن شارع النيل إلى شارع أفريقيا، ساحة الحرية - الساحة الخضراء سابقا - حيث تستقبل ثوار مدن الشمال وعلى رأسها مدينة عطبرة القادمون على متن القطار لحضور التوقيع، كما يطل ضحايا الثورة عبر معرض ضخم يصاحبه آخر أرشيفي لثورة ديسمبر.
فرق الفنون الشعبية بدورها، ستكون حاضرة لتقديم التراث الشعبي السوداني المفعم بالألوان والإيقاعات والرقصات كما ستهلب جنبات ساحة الحرية، التي من المتوقع أن تغص بالمحتفلين السبت، أغنيات ثورية يصدح بها مجموعة من المغنيين.
ومثلما خلدت تواريخ في ذاكرة الشعب السوداني سيبقى السابع عشر من شهر أغسطس عيدا الحرية والعدالة والسلام متى صحّ العزم من أبناء السودان في الاصطفاف خلف حكومة انتقالية مدنية ترث التركة الأصعب لنظام البشير.