دأبت السعودية على تقديم أفكار مبتكرة في خدمة فريضة الحج وكذلك مجال الإصلاح. وهذه المرة، سمحت لعشرات السجناء، بأداء فريضة الحج، رفقة العشرات من ذويهم، تحت إشراف الإدارة العامة للتوجيه الفكري والمعنوي بالمديرية العامة للسجون.
وتعد هذه التجربة، الأولى من نوعها، التي تتبناها وزارة الداخلية في السعودية، حيث تهدف لإعادة تأهيل النزلاء، من خلال أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، والمساعدة على إعادة دمجهم بالمجتمع.
وقال مدير إدارة العلاقات والإعلام بالمديرية العامة للسجون علي الخرمي، إن الهدف الرئيسي للبرنامج إعادة تأهيل السجناء ودمجهم في المجتمع وتحفيزهم، وأضاف: "وجدنا البرنامج الأمثل هو من خلال أداء مناسك الحج وبرفقة ذويهم".
مقر الحملة التي يوجد فيها السجناء لا يمكن تمييزه عن مقرات الحجيج التقليدية، فالسجناء لا يرتدون ملابس السجن ولا توجد أي قيود ظاهرة على حريتهم وتنقلاتهم، ولا يمكن تمييزهم عن ضباط مديرية السجون المصاحبين لهم.
وقال أحد السجناء المستفيدين إن "البرنامج أعطانا فرصة أن الإنسان يغير من نفسه ويكون أفضل. دعوت أن ربي ييسر أمري وييسر أمر المسلمين جميعا ويوفقنا لما يحبه ويرضاه".
ويتضمن برنامج الحج مجموعة من الأنشطة الدعوية والثقافية والترفيهية التي تستهدف الترويح عن السجين فضلا عن نشر الوعي الديني عن طريق حلقات القرآن ودروس العلم الشرعي.
وقال سجين آخر مستفيد من البرنامج: "مرتاح راحة نفسية تامة، وأشكر كل من ساهم في أدائنا فريضة الحج. دعوت أن الله يسهل أمورنا ودعوت لأبي وأمي".
وتأتي حملة حج السجناء في إطار ما يعرف ببرنامج "ثقة"، الذي يرمي لإعادة تأهيل السجين، قبل عودته إلى المجتمع من خلال أنشطة نوعية في أجنحة مخصصة.
ويتم ذلك بالتعاون بين القطاعين العام والخاص في تنفيذ برامجه الثقافية والاجتماعية والرياضية، فضلا عن مساعدة المستفيد في الحصول على عمل أو الانضمام لبرنامج تدريبي مناسب خارج السجن.