بعد مرور أربعة أيام على حادث "معهد الأورام" بالقاهرة، كشفت وزارة الداخلية المصرية عن هوية منفذ الحادث الإرهابي، والذي أودى بحياة 22 شخصا، وإصابة أكثر من 45 آخرين.
وشنت أجهزة الأمن عمليات مداهمة لعناصر خلية متورطة في الحادث بموقعين مختلفين، أسفرت عن مقتل 17 إرهابيا.
وقالت الداخلية المصرية في بيان، إن منفذ الحادث عضو في حركة "حسم" الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان، ويدعى عبد الرحمن خالد محمود، واسمه الحركي معتصم.
وأضافت أنه هارب من تنفيذ أمر ضبط وإحضار على ذمة قضية طلائع حسم الإرهابية عام 2018، موضحة أن هويته تأكدت بعد إجراءات الفحص والتحري، وتحليل المعلومات، ومضاهاة البصمة الوراثية للأشلاء التي عثر عليها في موقع الحادث، مع نظيرتها لأفراد أسرته.
وتوصلت عمليات الفحص والتتبع للسيارة المستخدمة في الحادث، لتحديد خط سيرها قبل تنفيذ الحادث، وصولا لسيرها في شارع الكورنيش عكس الاتجاه بطريق الخطأ، حتى منطقة الحادث.
وحددت أجهزة الأمن عناصر خلية "عنقودية" تابعة لحركة "حسم" الإرهابية، أحدهم هارب، وبينهم شقيق منفذ الحادث، وقد تم استئذان نيابة أمن الدولة العليا لضبط تلك العناصر.
وكشف بيان الداخلية أن عناصر الخلية على صلة بقيادات إخوانية هاربة بالخارج وكوادر عسكرية لحركة "حسم" الإرهابية بأحد المعسكرات في إحدى الدول.
وأشارت الداخلية إلى أنها ضبطت شقيق منفذ الحادث الذي يعد مسؤول الاتصال وتلقي التكليفات من الخارج، وعقب استجوابه قام بإرشاد أجهزة الأمن لمكان اختباء إرهابي هارب على صلة بالحادث يدعى إسلام محمد قرني، وهو متهم في إحدى قضايا تصنيع المتفجرات.
وعند اقتراب القوات من مكانه بمنطقة التبين بحلوان شرقي القاهرة، بادر الإرهابي إسلام بإطلاق النار باتجاه القوات، كما حاول الإرهابي ابراهيم شقيق منفذ الحادث الهرب، فقامت القوات بالتعامل معهما مما أدى إلى مصرعهما.
وتضمنت اعترافات العنصر المقبوض عليه بالخلية ويدعى حسام عادل أحمد واسمه الحركي معاذ، أنه انضم لحركة "حسم" عام 2018 وأنه متخصص في الدعم اللوجيستي والرصد، وأن التكليفات كانت تأتي من مسؤولي التنظيم في تركيا، مضيفا أنه قام بترتيب زيارة لمنفذ الحادث إلى حديقة الأزهر ليودع أهله بعدما علم أنه أخذ تكليفا بتنفيذ عملية في منطقة معينة.
وأظهر تفريغ كاميرات المراقبة بواسطة أجهزة الأمن، لحظات وداع الإرهابي عبد الرحمن لأسرته قبل يوم واحد من وقوع الحادث.
كما تمكنت أجهزة الأمن من تحديد وكرين اتخذتهما عناصر الخلية للاختباء والانطلاق، أحدهما مبنى مهجور بالطريق الصحراوي بمركز أطسا في محافظة الفيوم، والآخر شقة بمنطقة الإسكان الاجتماعي بمدينة الشروق في القاهرة.
وخلال مداهمة الوكر الأول حاولت المجموعة الإرهابية إلقاء عبوات باتجاه القوات تحت ساتر من النيران الكثيفة، فقامت القوات بالتعامل معهم مما أسفر عن مصرع 8 عناصر من الخلية الإرهابية، عثر بحوزتهم على 5 قطع سلاح آلي وقطعتين بندقية خرطوش و5 عبوات متفجرة وكمية من المواد المستخدمة في صنع العبوات المتفجرة.
وبمداهمة الوكر الثاني قامت المجموعة المسلحة بإطلاق نار كثيف باتجاه القوات ووقع تبادل لإطلاق النار أسفر عن مصرع 7 عناصر إرهابية، عثر بحوزتهم على 4 قطع سلاح آلي وبندقية خرطوش، هذا إلى جانب معمل لتصنيع العبوات المتفجرة.
ولم يكشف بيان الداخلية عن الهدف الذي كان مخططا إستهدافه في هذه العملية التي لم تكتمل إثر اصطدام السيارة بما تحمله من متفجرات بعدد من السيارات كانت تسير في اتجاهها الصحيح، مما أدى لوقوع انفجار هائل أمام معهد الأورام.