قال وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، الثلاثاء إن الولايات المتحدة تعتزم منع أي غزو تركي أحادي الجانب في شمال سوريا، مضيفا أن أي تحرك تركي من هذا القبيل سيكون "غير مقبول".
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هدد قبل يومين، بشن هجوم وشيك شمال شرق سوريا للتصدي للقوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة.
ويجتمع مسؤولون عسكريون أميركيون وأتراك في أنقرة لمحاولة التفاوض على تسوية لتجنب الغزو، وصرح إسبر أنه يعتقد أنهم أحرزوا تقدما في بعض القضايا الرئيسية، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
وأوضح مسؤولون أميركيون أن الغزو "مشروع محفوف بالمخاطر للغاية" قد يهدد سلامة القوات الأميركية العاملة مع قوات سوريا الديمقراطية، ويحتمل أن يعرقل استمرار هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة.
"الغزو يقلب الموازين"
وقال إسبر لصحفيين مسافرين معه إلى اليابان "ما سنقوم به هو منع أي غزو احادي من شأنه أن يقلب مرة أخرى موازين هذه المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا".
وأضاف ان الولايات المتحدة تسعى لوضع ترتيب يهدئ من المخاوف التركية. واستطرد قائلا "انا متفائل بأننا سنتوصل الى ذلك"، إلا أنه لم يعرض تفاصيل بشأن أي القضايا حدث فيها تقدم.
ويفاقم النزاع من توتر العلاقات بين أميركا وتركيا، الحليفتين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إذ يأتي في اعقاب قرار إدارة ترامب شطب أنقرة من برنامج المقاتلات إف - 35 الأميركية بسبب شرائها منظومة دفاع جوي روسية تساعد الاستخبارات الروسية.
وتقوم مخاوف واشنطن على انه يمكن استخدام المنظومة الروسية إس- 400 في جمع بيانات بشأن قدرات اف-35، وعلى أن تلك المعلومات قد تنتهي في أيدي الروس.
واشنطن لن تتخلى عن الأكراد
وأكد وزير الدفاع الأميركي أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة معها.
وتتمركز المئات من القوات الأميركية شرق نهر الفرات في شمال سوريا وتعمل مع قوات سوريا الديمقراطية، وقد يؤدي توغل تركيا إلى وضعهم في وسط أي قتال بين القوات التركية والكردية.
والمقاتلون الأكراد السوريون من وحدات حماية الشعب هم العنصر الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب "جماعة إرهابية" لها صلة وثيقة بتمرد مستمر منذ عقود داخل حدودها بقيادة حزب العمال الكردستاني.
أسرى داعش وتركيا
لكن قوات سوريا الديمقراطية كانت الشريك الرئيسي لأميركا على الأرض ضد داعش، ويحتجز الأكراد حاليًا آلاف المسلحين من داعش.
وتتفاوض تركيا والولايات المتحدة منذ شهور بشأن إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود السورية تمتد شرق الفرات إلى العراق.
وتريد أنقرة إقامة منطقة بعمق 25 ميل. لكن الطرفين فشلا حتى الآن في التوصل إلى اتفاق.
وأضاف إسبر: "لقد رأينا جميعًا هذا من قبل. لديهم مخاوف طويلة الأمد بشأن حزب العمال الكردستاني. لهذا نريد أن نعمل معهم لمعالجة المخاوف الأمنية المشروعة كي نمضي قدماً".