قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن تركيا عازمة على تدمير "ممر الإرهاب" شرقي نهر الفرات في سوريا بغض النظر عما ستصل إليه المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن إقامة منطقة آمنة مزمعة في شمال سوريا.
وخلال الأيام الماضية، كثفت تركيا تحذيراتها من توغل محتمل في شمال سوريا، وقالت إن "صبرها نفد" من واشنطن بشأن محادثات المنطقة الآمنة، مضيفة أنها ستشن عمليتها إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وقال أردوغان لأعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم: "أولئك الذين يضعون ثقتهم في القوى الأجنبية في المنطقة سيوضعون تحت الأرض... سنجد حلا دائما للإرهاب"، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية.
وتأتي تصريحات أردوغان بعد أربعة أيام من تهديد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بإطلاق عملية في شرق الفرات "إذا لم تتأسس المنطقة الآمنة وإذا استمر تهديد تركيا".
وأعرب جاويش أوغلو عن أمله، الاثنين الماضي، في التوصل إلى اتفاق بخصوص المنطقة الآمنة بعد محادثات مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري الذي زار أنقرة.
وتجري تركيا محادثات مع الولايات المتحدة بشأن إقامة منطقة آمنة عبر الحدود في شمال شرق سوريا، حيث تدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
وفشلت في السابق المحادثات مع تركيا والقوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين في التوصل إلى اتفاق بشأن "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن بشكل مفاجئ، في ديسمبر الماضي، سحب ألفي جندي أميركي منتشرين في شمال شرق سوريا، معلنا انتصارا تاما على تنظيم داعش، مما دفع حينها وزير دفاعه جيم ماتيس للاستقالة.
لكنه، ومع ضغط الكونغرس ووزارة الدفاع (البنتاغون)، قرر إبقاء نحو 200 جندي أميركي في هذه المنطقة التي لا تسيطر عليها الحكومة السورية، تدعمهم قوات من الدول الحليفة.
وتهدف هذه القوة المتبقية إلى ضمان أمن المقاتلين الأكراد السوريين، بينما يخشى الأوروبيون أن يجدوا أنفسهم في وضع صعب إذا قامت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، بعملية ضد المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم "إرهابيين".