من نافذة الحافلة النقل العمومي تشاهد الطالبة الجامعية أسماء المسعودي، بشكل يومي وهي في طريقها إلى الجامعة، الدمار الذي لحق بمدينتها وحيها بسبب الحرب في تعز، حيث عاثت ميليشيات الحوثي فسادا في محافظتها، على غرار المدن اليمنية الأخرى منذ انقلابها على الشرعية في اليمن.

وأصبحت أسماء المسعودي مجبرة على رؤية هذا الدمار، فمباني الحي الذي تقطن فيه مع أسرتها تحولت إلى ركام،  وهو أحد الأحياء الأكثر تضررا من الحرب في المدينة.

وتدرس أسماء  في قسم الفنون الجميلة بجامعة تعز، وقبل الحرب كانت تدرس في كلية الآداب الواقعة بالقرب من منزلها، بيد أن الكلية انتقلت إلى مقر  الجامعة بفعل الدمار الذي لحق بالمبنى السابق، لتجد أسماء نفسها مجبرة على تحمل عناء الذهاب لمسافة بعيدة وتخاطر بنفسها في ظل أوضاع أمنية غير مستقرة في المدينة.

أخبار ذات صلة

بالأرقام.. الإمارات أكبر دولة مانحة للمساعدات في اليمن
الإمارات.. أكبر دولة مانحة للمساعدات في اليمن

وتقول المسعودي وهي تتحسر على الوضع الذي آلت إليه تعز بسبب الدمار الكبير الذي خلفته ميليشيات الحوثي بالمباني والمنشآت العمومية، "أرغمتني الحرب على مغادرة منزلي الذي عشت وترعرعت بداخله مع أسرتي، والآن أسكن كنازحة في منزل آخر ، لكن ومع كل هذه المعاناة لم أتخل عن الدراسة".

واستطاعت أسماء التغلب على كل الصعوبات في رحلتها التعليمية الجامعية، وبعد سنوات من المعاناة وصلت إلى آخر محطة وهاهي الآن تناقش مشروع التخرج.

وتضيف "أشعر بفرحة كبيرة تغمرني بعد أن ناقشت اليوم مشروع التخرج مع زملائي، وبعد معاناة دامت 6 سنوات، والتي كان  من المفترض ألا تتجاوز 4 أعوام، لكن الحرب وحجم الدمار في تعز أجبرنا على تمديد الفترة".

وليست  أسماء الطالبة الوحيدة التي صمدت في وجه دمار الحوثي فحسب، فحولي 24  طالبا من زملاء أسماء في قسم الجرافيكس  و13طالبا في قسم الرسم التشكيلي عرضوا مشاريع تخرجهم في جامعة تعز، التي تنوعت بين الرسوم والمعارض الفنية وتصميم المواقع وأغلفة الكتب.

ومشاريع تخرج ربما قد تبدوا عادية لكنها في ظل الحرب المدمرة والحصار  الخانق الذي فرضه الحوثي على المدينة، تعد إنجازا كبيرا استطاعوا تحقيقه.

وتحديات كثيرة واجهت قسم الفنون الجميلة بجامعة تعز، من بينها الحصول على المواد الدراسية بعد الدمار الذي لحق بالجامعة  فضلا عن صعوبة أخرى في إيجاد متخصصين بعد هروب طاقم التدريس خوفا من الحرب.