نحو خمسة عقود من الاحترام المتبادل، والتعاون البنّاء بين الإمارات، توجت في أبريل من عام 2004، بإعلان شراكة استراتيجية، مستمرة إلى يومنا هذا.
ونجحت الإمارات وألمانيا خلال هذه السنوات، في تسجيل محطات من التنسيق المشترك، وتقارب في الرؤى أمام الكثير من التحديات التي يشهدها العالم اليوم.
وعملت البلدان على توحيد الجهود لكبح جماح الإرهاب، وكل منهما من موقعه، يشكل وسيطا ذي مصداقية في مهمات ترسيخ الاستقرار، وتقريب وجهات النظر وحل الأزمات بالطرق السلمية.
وضربت الإمارات نموذجا في المنطقة والعالم، في نهج التسامح والتعايش، فعلى أرض التسامح كما تلقب الدولة، تتعايش أكثر من 200 جنسية بتناغم وسلام.
أما ألمانيا، فتعد بدورها نموذجا متميزا أوروبيا بل وعالميا في قبول الآخر المختلف.
أما اقتصاديا، فتعد ألمانيا قاطرة الاقتصاد في القارة الأوروبية، بينما تعد الإمارات مركزا تجاريا وماليا مهما في المنطقة والعالم.
وتزدهر داخل الإمارات اليوم، مئات الشركات الألمانية، فضلا عن وجود نحو 14 ألف مواطن ألماني، يقطنون في الدولة، ويساهمون في مسيرة التنمية.
كما تعد الإمارات وجهة سياحية مفضلة للألمان، وهو واقع تعكسه الأرقام، فقد استقطبت الدولة العام الماضي نحو 80 ألف سائح ألماني، أي بنمو يتجاوز 11 بالمئة مقارنة بعام 2017.
فيما تشهد الرحلات الجوية المباشرة أسبوعيا بين الإمارات والمدن الألمانية، نموا مطردا، يصل اليوم إلى نحو 160 رحلة أسبوعيا.
وعلى صعيد العلاقات الثقافية بين الإمارات وألمانيا، فإن البلدين حققا تعاونا كبيرا في هذا المجال، فالإمارات تحتضن العديد من المدارس الألمانية، وبرلين ضيف حاضر في الكثير من الفعاليات الثقافية داخل الدولة.