بعد يوم من فض قوات الأمن لمخيم الاعتصام الرئيسي خارج مقر وزارة الدفاع، ثم إعلان الجيش إجراء انتخابات مبكرة، بدت الشوارع خاوية في العاصمة السودانية الخرطوم.
وبحسب معارضين سودانيين، فإن محاولة فض الاعتصام شهدت سقوط نحو 35 قتيلا ومئات الجرحى.
من جانبه، أكد المتحدث باسم المجلس العسكري في السودان، الفريق شمس الدين كباشي، إن القوات السودانية "لم تفض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة"، مشيرا إلى أنها استهدفت منطقة مجاورة له باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين.
وتابع: "هناك منطقة تسمى كولومبيا ظلت منذ فترة طويلة بؤرة للفساد والممارسات السلبية التي تتنافى وسلوك المجتمع السوداني، وأصبحت مهددا أمنيا كبيرا لمواطنينا".
الوضع على الأرض
وبعد فض الاعتصام، تعهد المتظاهرون بمواصلة حملتهم، وتعليق المحادثات مع المجلس العسكري والدعوة لإضراب عام وعصيان مدني.
وشاهد مراسل أسوشيتدبرس محتجين لا يزالوا يضعون متاريس في ضواحي الخرطوم، حتى بعد عدم سماح قوات الأمن في وسط المدينة بأي وصول إلى موقع الاعتصام السابق، حيث أقامت نقاط تفتيش بجميع أنحاء المنطقة.
وقال محمد يوسف المصطفى، المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين - الذي قاد الاحتجاجات ضد البشير - إن التجمع يرفض ما قاله البرهان.
ودعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى الضغط على الجنرالات لتسليم مقاليد الأمور إلى سلطة يقودها مدنيون.
وأضاف "ليس لدينا خيار سوى مواصلة الاحتجاجات والعصيان المدني حتى سقوط المجلس العسكري".
من المقرر أن يناقش مجلس الأمن الوضع في السودان، بعد ظهر الثلاثاء، في جلسة مغلقة، طلبت عقدها المملكة المتحدة وألمانيا.
وكان برهان قال إن قادة الجيش سيحققون في أعمال العنف التي وقعت الاثنين، مضيفا أن قادة الاحتجاجات يتحملون مسؤولية الوضع المتفجر كونهم "يمددون المفاوضات، ويسعون إلى استبعاد قوى سياسية وأمنية أخرى" من المشاركة في أي حكومة انتقالية، وهي اتهامات يرفضها المصطفى المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين.
ويقول نشطاء إن الهجوم بدا وكأنه تحرك منسق، حيث هاجمت قوات أخرى اعتصامات مماثلة في مدينة أم درمان القريبة من الخرطوم، ومدينة القضارف شرقي البلاد.