بينما يتخوف أهالي البصرة، ثاني أكبر المدن العراقية، من رطوبة فصل الصيف التي لا تطاق مع درجات الحرارة التي قد ترتفع إلى 55 درجة مئوية، يفكر المسؤولون في العراق في حل عاجل لتفادي تكرار غضب ذلك المركز النفطي في جنوب البلاد.

وربما تسبب الأشهر المقبلة إزعاجا خاصا لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الذي تسابق حكومته لمنع تكرار الاحتجاجات العنيفة على انقطاع التيار الكهربائي التي شهدتها البصرة  العام الماضي.

لكن للقيام بذلك، يحتاج عبد المهدي إلى مساعدة إيران المجاورة.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن رئيس إنتاج الكهرباء للمنطقة التي تضم البصرة قوله إن لديه "ضمانًا من الجانب الإيراني" بعدم تكرار احتجاجات عام 2018.

وكانت طهران أغلقت خط الكهرباء الذي تبلغ قدرته 400 ميغاوات عن جنوب العراق، مما أدى إلى تفاقم انقطاع التيار الكهربائي، واندلاع اضطرابات عنيفة بلغت ذروتها بإشعال المحتجين النار في القنصلية الإيرانية، في سبتمبر الماضي.

وينظر إلى الوعد الإيراني، إلى جانب وحدتي كهرباء جديدتين، قدمتهما شركة جنرال إلكتريك الأميركية، باعتبارهما سببين قد يجعلان عبد المهدي "متفائلا" بأن يكون هذا الصيف أفضل من سابقه.

أخبار ذات صلة

"خارج سوريا والعراق".. خبير أمني يحدد موقع زعيم "داعش"
الحرس الثوري: الوجود العسكري الأميركي بالخليج أصبح هدفا

تقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن اعتماد البصرة من الطاقة على إيران يلخص الاعتماد "الخطير" للعراق على جارته التي تربطه بها منذ فترة طويلة علاقة متقلبة، بما في ذلك حرب مريرة استمرت ثماني سنوات في الثمانينات.

وتهيمن إيران على العراق في السنوات التي تلت الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

لكن تكثيف العقوبات الاقتصادية على إيران في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يهدف إلى إضعاف تلك الهيمنة.

واستغل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زيارة قصيرة لم يعلن عنها مسبقا لبغداد، الأسبوع الماضي، لزيادة الضغط على طهران.

وعبر بومبيو عن دعم الولايات المتحدة لسيادة العراق، كما أشار إلى إطلاع المسؤولين العراقيين على "الخطر المتزايد الذي رصدناه"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.