ساد الهدوء قطاع غزة المحاصر، الاثنين، بعد يومين من المواجهات العنيفة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، فيما يعتقد محللون أن جولة المواجهات الأخيرة هي "بروفة" لحرب مقبلة.
وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" في القطاع بأن الاثنين كان هادئا في غزة، حيث توقفت الغارات الإسرائيلية، كما امتنعت الفصائل عن إطلاق الصواريخ على جنوبي إسرائيل.
وحصدت الغارات الإسرائيلية على القطاع 31 فلسطينيا، بينهم رضيعتان وعائلة بأكملها و4 سيدات كانت اثنتان منهما حوامل، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وأظهرت أرقام فلسطينية أن الغارات الإسرائيلية دمرت أكثر من 300 وحدة سكنية بشكل كامل، فيما تضررت بشكل جزئي نحو 700 أخرى، وهي أرقام تتراكم مع كل جولة تصعيد.
وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن الفصائل الفلسطينية أطلقت أكثر من 600 صاروخ وقذيفة باتجاه الدولة العبرية، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".
الجولة العاشرة
وتفجرت جولة القتال العاشرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، منذ انطلاق مسيرات العودة قبل نحو عام، مساء الجمعة، ووصلت ذروتها الأحد.
ودخل وقف إطلاق النار بين الجانبين حيز التنفيذ في الساعة 4:30 (01.30 بتوقيت غرينتش) فجر الاثنين، بعد وساطة مصرية.
لكن لم يعلن عن بنود وقف إطلاق النار، إلا أن مسؤولين فلسطينيين تحدثوا قبيل الاتفاق عن احتمال الوصول إليه، في حال تم الإسراع في تطبيق التفاهمات السابقة، ووقف الغارات الإسرائيلية، بحسب مراسلنا.
وتوصل الطرفان إلى تفاهمات في مارس الماضي بعد جولة عنيفة، متعلقة بزيادة مسح الصيد البحري، وفتح المعابر، وزيادة حركة البضائع والأموال إلى داخل القطاع المحاصر، لكن هذه التفاهمات لم تطبق.
بروفة الحرب المقبلة
وبدوره، قال المحلل السياسي، خليل شاهين، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" إن الجولة الأخيرة من التصعيد حملت مؤشرات مختلفة هذه المرة، من حيث مدى وصول الضربات وعمقها وقوة النيران والدمار الذي لحق بالطرفين
ورأى أن الإسرائيليين يميلون إلى أن الجولة الأخيرة بين إسرائيل والفصائل "بروفة" قبل الحرب القادمة، مستندا في تقديراته إلى العديد من التحليلات الإسرائيلية القريبة من أجهزة الجيش والأمن.
وأوضح أن الوضع القائم في قطاع غزة لا يمكن أن يستمر وفقا لمعادلة "هدوء مقابل الهدوء" التي سادت في السابق.
فمن وجهة نظر الإسرائيليين، فإن هذه المعادلة غير قابلة للاستمرار، ذلك أنها تؤدي لاستمرار الفصائل في مراكمة القدرات العسكرية، وخاصة الصاروخية، وهو أمر لا تحتمله إسرائيل، وفق شاهين.
وأضاف أن هذه المعادلة لم تعد مقبولة أيضا للفلسطينيين في غزة، لأنها لا تحمل معها تحسينات جوهرية في الأوضاع المعيشية لسكان القطاع المحاصر.
نتانياهو يطالب بالصبر
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في وقت سابق الاثنين، مطالبا مواطنيه بـ"الصبر والانتظار"، قائلا إن المعركة لم تنته.
وأضاف :"على مدى اليومين الماضيين، ضربنا حماس والجهاد الإسلامي بقوة كبيرة. أصبنا أكثر من 350 هدفا".
لكنه استدرك قائلا :"المعركة لم تنته بعد وهي تتطلب الصبر والرشد. نستعد للمراحل المقبلة.. ".
ولفت المحلل السياسي خليل شاهين إلى أن إسرائيل قد تلجأ في المرحلة المقبلة إلى زيادة منسوب الهجمات على غزة وإطلاقها على فترات متقاربة، حتى يؤدي ذلك إلى تجفيف المخزون العسكري لدى الفصائل الفلسطينية.
تسريبات وإيران
وأفاد مراسل "سكاي نيوز" في القدس، بأن معلومات بدأت تتضح داخل إسرائيل بشأن تفاهمات وقف إطلاق النار في غزة، مثل سماح تل أبيب بمرور 30 مليون دولار إلى قطاع غزة شهريا وفتح المعابر وإدخال الوقود وتحسين منطقة الصيد البحري،
وأضاف أن التفاهمات تشمل التزام حركة حماس بكبح حركة الجهاد باعتبارها مسؤولة أمنية على القطاع، وإبعاد المتظاهرين في مسيرات لعودة عن السياج الأمني الفاصل.
من جانبه، قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، إن حركة الجهاد المدعومة من إيران كانت وراء جولة التصعيد الأخيرة في غزة، وفق "رويترز".