أعلن مبعوث الرئيس الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، أن بلاده ستقدم رؤية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، محذرا من إضاعة ما وصفها بالفرصة.
وفي حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، قال غرينبلات: "ليس من حق أحد أن يطالب الإسرائيليين والفلسطينيين بتنفيذ هذه الصفقة. يمكننا أن نقترح خطة سلام، وأن نظهر لهم كيف يمكن أن يكون هناك مستقبل مختلف، لكن يجب أن يكون الجانبان على استعداد للتفاوض بشأنها".
وحذر غرينبلات من عدم استجابة الطرفين للخطة، قائلا: "سيكونا قد أضاعا على نفسيهما فرصة مهمة، لا سيما الفلسطينيون الذين يهددون بعدم النظر إلى الخطة، رغم أنها تتعلق بمستقبلهم".
وأوضح المبعوث الأميركي أن "الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني سيكونان راضيين عن بعض أجزاء الخطة، وغير راضين عن الأجزاء الأخرى"، مشيرا إلى أن واشنطن "تطلب منهما إلقاء نظرة، ثم التحدث عن هواجسهم، ولكن ليس رفض الخطة قبل رؤيتها".
وأضاف: "الأمر متروك للفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى اتفاق، إذا كان الاتفاق ممكنا، لكن لا يوجد بديل للمفاوضات المباشرة".
وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد أحجم عن القول علنا بأن إدارة ترامب لا تزال تدعم حل الدولتين، لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال بومبيو في جلسة بمجلس الشيوخ، بعد إلحاح عليه للرد بشأن القضية: "نعمل حاليا مع العديد من الأطراف لنقل رؤيتنا فيما يتعلق بكيفية حل هذه المشكلة".
لكن مسؤولا بارزا في البيت الأبيض قال لـ"سكاي نيوز عربية"، إن كل طرف يفهم استخدام عبارة "حل الدولتين" بشكل مختلف، معتبرا أن "لا جدوى من استخدام عبارة لم تحقق السلام أبدا".
وتابع: "خطة واشنطن للسلام توفر رؤية واضحة وواقعية ومفصلة، لما يمكن أن يبدو عليه السلام".
وكانت إدارة ترامب قد تعهدت منذ أشهر بطرح خطة للسلام في الشرق الأوسط بعد الانتخابات الإسرائيلية، التي حسمها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ليضمن ولاية جديدة خامسة، وهو أمر غير مسبوق في إسرائيل.
من جانبه، اعتبر الخبير في الشؤون الفلسطينية في معهد واشنطن، غيث العمري، أن غياب المعلومات عن محتوى الخطة وعدم اطلاع الفلسطينيين والقادة العرب على مضمونها، بالإضافة إلى الإجراءات التي انتهجتها واشنطن تجاه الفلسطينيين، جميعها "ولّدت ردة فعل سلبية من قبل الجانب الفلسطيني".
واعتبر العمري أن ذلك "سيؤثر سلبا على عملية تسويق خطة السلام تلك".
كما أشار إلى أن أركان الإدارة الأميركية "مقيدين" عندما يتعلق الأمر استخدام مصطلح "حل الدولتين"، خاصة بعد أن رفض الرئيس الأميركي استخدامه. وشدد على أن حل الدولتين هو "جوهر المفاوضات منذ اتفاق أوسلو إلى اليوم".