حقق الجيش الوطني الليبي انتصارات استراتيجية متتالية منذ إعلانه انطلاق عملية الكرامة لتحرير الأراضي الليبية من المتطرفين والميليشيات، وذلك قبل أن يوجه أنظاره إلى طرابلس، ويبدأ معركته لتحريرها، إلا أن الميليشيات المنتشرة هناك والتي عاثت بالعاصمة فسادا، ردت بارتكاب انتهاكات خطيرة، أغلبها بحق المدنيين.
وفي عام 2014، أعلن الجيش الليبي انطلاق "عملية الكرامة" لتحرير أراضي البلاد، وبدأها من بنغازي، لينجح في بسط سيطرته عليها بعد اشتباكات ضارية، استمرت لأربعة أعوام، قاتل خلالها الجيش تنظيمي داعش والقاعدة.
وخلال اشتباكات بنغازي، تمكن الجيش من تحرير منطقة الهلال النفطي بعد دحر ميليشيات إبراهيم جضران، التي سيطرت على الموانئ وأغلقتها لأعوام، مما كلف الدولة الليبية خسائر بالمليارات.
وتوجهت أنظار الجيش بعد بنغازي إلى مدينة درنة، وبعد أشهر قليلة تمكن من تحريرها وقضى على مجلس شورى المجاهدين فيها.
ولم يقف الجيش هناك، فانطلق بعدها إلى الجنوب وحرره من العصابات التشادية وفلول داعش.
وفي الخامس من أبريل الجاري، أعلن رئيس أركان الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، انطلاق عملية "طوفان الكرامة" من أجل تخليص العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات، والإرهابيين الهاربين من مختلف مدن ليبيا.
ومع إعلان العملية، انضمت كتائب من مدينتي غريان وترهونة إلى الجيش، ومنها كانت الانطلاقة نحو تحرير العاصمة.
العاصمة.. وانتهاكات الميليشيات
ومنذ اندلاع الاشتباكات في طرابلس، قامت الميليشيات بارتكاب جرائم وانتهاكات، خاصة بعد أن سمحت بانضمام متطرفين إلى صفوفها.
وقد انضم مقاتلون متطرفون إلى صفوف الميليشيات، من بينهم القيادي في مجلس شورى ثوار بنغازي، زياد بلعم، بالإضافة إلى مطلوبين، منهم صلاح بادي، وعبدالرحمن الميلادي.
ومن الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات في طرابلس:
استهداف منزل في سوق الخميس، يعود لعائلة مدنية.
قتل امرأة وطفلة، في غارة جوية على منطقة السبيعة.
قتل عمال أجانب في غارة جوية على شركة محلية في عين زارة.
شن غارة جوية على مزرعة في منطقة عين زارة.
تدمير مصحة العافية بمنطقة بن غشير، بغارة جوية.
قصف صاروخي على حي أبو سليم بالعاصمة، أسفر عن مقتل مدنيين.
وبالرغم من هذه الانتهاكات، فإن الجيش الليبي يتقدم بخطى ثابتة نحو تحرير العاصمة من قبضة الميليشيات، مع الحرص على الحفاظ على أرواح المدنيين.