قال ضابط في الشرطة الجزائرية، إن أكثر من مليون شخص خرجوا، الجمعة، في تظاهرات وسط العاصمة الجزائر، للمطالبة باستقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وإسقاط النظام السياسي برمته.
وتعد تظاهرة الجمعة "المليونية" بوسط العاصمة الجزائر، هي الأكبر منذ بدء الاحتجاجات قبل نحو ستة أسابيع، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.
والاحتجاجات هي الأولى منذ أن دعا قائد الجيش الجزائري في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلى إطلاق عملية دستورية لإعلان أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "غير لائق صحيا لمنصبه"، وهي المبادرة التي لاقت تأييدا من سياسيين وأحزاب أخرى، كحل للأزمة السياسية في البلاد.
وحظيت دعوة رئيس الأركان بدعم حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، في إشارة إلى أن حكم بوتفليقة الممتد منذ 20 عاما أوشك على النهاية.
كما قال الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذي كان لفترة طويلة من أشد مؤيدي الرئيس، إنه يؤيد دعوة الجيش بشأن بوتفليقة.
لكن قادة حركة الاحتجاجات التي تنظم مظاهرات سلمية منذ 5 أسابيع، رفضوا الخطة الانتقالية للجيش وطالبوا بإزاحة النخبة الحاكمة بشكل كامل.
وفشل بوتفليقة (82 عاما) في استرضاء الجزائريين بتراجعه عن قرار الترشح لولاية خامسة ويواجه أكبر أزمه في حكمه المستمر منذ 20 عاما.
وللمتظاهرين مطالب طموحة، إذ يريدون "الإطاحة بنظام سياسي كامل، واستبداله بجيل جديد من القادة القادرين على تحديث الدولة المعتمدة على النفط، وإعطاء الأمل لشعب يتطلع لحياة أفضل".
ولم تقتصر انتقاداتهم على بوتفليقة وحده، وإنما طالت أيضا النظام السياسي الذي تركز على مدى عقود حول قدامى المحاربين في حرب الاستقلال عن فرنسا، التي دارت رحاها بين عامي 1954 و1962، وضباط الجيش ورجال الأعمال.