بعد أسبوع على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، ويوم من توقيع وثيقة للاعتراف بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض، تتهيأ إسرائيل لتنفيذ مخططاتها لتحويل الجولان إلى مركز سكني وزراعي وتجاري وتقني.

ويرى مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن هذا الاعتراف، رغم الترحيب اليهودي الإسرائيلي الواسع به، لن يكون ذا تأثير يذكر على أرض الواقع، بدون إحداث فرق كبير في الواقع الأمني ​​والسياسي والاقتصادي لمرتفعات الجولان.

وتحدث موقع JNS اليهودي عن ضرورة تطوير مجتمعات إسرائيلية واستيطانها على نطاق واسع لمرتفعات الجولان.

وتواصل سوريا المطالبة بإعادة هذه الأرض المهمة استراتيجيا التي تطل على المنطقة بأسرها.

وكانت إسرائيل احتلت الجولان السورية في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981، في خطوة أعلن مجلس الأمن الدولي أنها غير قانونية.

ويصف الموقع JNS الجولان السورية المحتلة بأنها "واحدة من ثروات إسرائيل العظيمة التي لم تحرز فيها الاتصالات الدبلوماسية بين نظام الأسد والحكومات الإسرائيلية في التسعينيات لإعادتها إلى سوريا، كجزء من اتفاق سلام، أي تقدم يذكر".

ويوجد في الجولان حاليا 22 ألف يهودي إسرائيلي، وحوالي 25 ألف درزي سوري يتركزون في أربع قرى.

أخبار ذات صلة

عواصم خليجية تستنكر قرار ترامب بشأن الجولان

 

أخبار ذات صلة

حماس "المأزومة" ونتانياهو القلق.. تبادل لـ"هدايا نارية"

تسوية طويلة المدى

وكثيرا ما دعا اللواء (المتقاعد) نعوم تيبون، القائد السابق لتشكيل الجيش الإسرائيلي، إسرائيل إلى تزويد هضبة الجولان بالسكان، قائلا إن هذا لن يؤدي فقط إلى تحقيق مكاسب اقتصادية وسكنية، لكنه سيعمل أيضا على ضبط سياسات إسرائيل العسكرية تجاه جارتها الشمالية سوريا التي تتغير فيها الأوضاع سريعا.

وبينما كان النقاش بشأن إعادة الجولان منطقيا قديما، فإنه في الفترة الحالية، ومع اقتراب انتهاء الحرب الأهلية السورية، أصبح هذا النقاش لا جدوى له، كما يقول تيبون.

وأضاف "من المتوقع أن تعاني سوريا من عدم الاستقرار لسنوات عديدة، وسيستمر أعداء إسرائيل الأقوى - إيران وحزب الله - في التمركز هناك، سعيا للوصول إلى الحدود مع إسرائيل. إن تدخل روسيا في سوريا جعل هذه التطورات أكثر تعقيدًا. فكرة التخلي عن الجولان منفصلة عن هذا الواقع".

وتحدث تيبون عن برنامج حكومي لتزويد الجولان بالسكان، كمكون مدني-اقتصادي من شأنه أن يكمل حاجة إسرائيل الاستراتيجية لتعزيز الدفاعات الشمالية.

وقال تيبون: "لا ينبغي أن يتم ذلك كورقة مساومة، لكن بهدف التسوية طويلة الأمد. وسيكون الهدف هو نقل سكان يمكن أن يكسبوا عيشهم من قطاعات تتجاوز الزراعة والسياحة. لذلك ينبغي للحكومة أن تنشئ مراكز للتكنولوجيا الفائقة وغيرها من الصناعات المتقدمة في الجولان، لتمكين السكان الجدد من الحصول على وظائف عالية الجودة في مكان قريب".

وأكمل الموقع JNS "يمكن ربط مجتمعات الجولان الجديدة بالساحل المركزي للبلاد، حيث يعيش غالبية الإسرائيليين ويتركز الاقتصاد، مع خطوط قطار سريعة وشبكة واسعة من الطرق".

وأشار إلى أن الحكومة المقبلة "ستستغل زخم اعتراف ترامب، وتعمل جيدا على هذه المبادرة والشروع في إطار برنامج تنموي يتمتع بدعم جميع الدوائر الانتخابية، مع توضيح أن إسرائيل ليس لديها أي نية على الإطلاق لأن تخسر الجولان لصالح إيران ووكلائها".