يواصل الجيش الإسرائيلي منذ أمس الاثنين قصف أهداف عسكرية تابعة لحركة "حماس" في عدة مناطق من قطاع غزة، ردا على صاروخ أطلق من القطاع وسقط في تل أبيب صباح الاثنين، في تصعيد يرى مراقبون أنه يخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحماس في آن واحد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي قصف مجموعة من المقرات العسكرية والاستخباراتية لحركة حماس، في حين ردت الأخيرة بإطلاق صواريخ على المستوطنات.
ومن خلال التطورات والأحداث السابقة، يتضح أن هناك تماهيا ومصالح مشتركة تجمع نتانياهو وحركة حماس، وأنهما يعملان، وإن بشكل غير مباشر، من أجل بقائهما، خاصة أن التصعيد المتبادل بقي في نطاق محدود.

فنتانياهو، الذي قرر اختصار زيارته إلى واشنطن بعد حادثة إطلاق الصاروخ الاثنين، سيعود باعتراف أميركي بسيادة إسرائيل على الجولان، ووعد بتحجيم إيران وعودة للاستعداد لعملية عسكرية، يتوقع أن تحسن من وضعه الانتخابي.

أما حركة حماس فهي تحاول أن تهرب من أزمتها الداخلية والغضب الشعبي بعد رفع الضرائب في القطاع بافتعال معركة مع إسرائيل.

وهكذا، فإنه بين نتانياهو القلق وحماس المأزومة، من الواضح أن من سيدفع الثمن، في التصعيد العسكري، هو الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع.

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم، أن نتانياهو وحماس سيكونان أبرز المستفيدين من التصعيد الحالي، في حال تمكن الطرفان من السيطرة على الأحداث بحكم المصالح الخاصة لكل من حماس ونتانياهو.

من الواضح في التصعيد الأخير أن حركة حماس، من خلال إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه تل أبيب، تحاول أن تستعيد "شرعية المقاومة" المزعومة، التي فقدتها إثر قمعها العنيف والشرس للاحتجاجات الشعبية التي أطلقتها حركة "بدنا نعيش".

ويبدو أن هذه المحاولة تمثل سعيا من جانب حماس إلى القضاء كليا على أي تحرك شعبي ضدها في القطاع، حيث ستواجه التحركات الشعبية بتهمة "الخيانة" ومحاولة "طعن ظهر المقاومة ضد العدو" كما تزعم دائما.

أي أن حركة حماس تحاول من "تصعيدها" هذا ضرب عصفورين بحجر، وذلك من خلال "استعادة شرعية المقاومة المزعومة" و"قمع أي تحرك شعبي حالي أو مستقبلي".

أخبار ذات صلة

مؤشرات تنذر بضربة إسرائيلية "وشيكة" على غزة
إسرائيل تستدعي لواءين عقب سقوط صاروخ شمال تل أبيب

 الخاسر الأكبر.. الشعب الفلسطيني

وجرت العادة أن يستفيد القادة الإسرائيليون في أي انتخابات من أي عمليات عسكرية يتم تنفيذها سواء في القطاع أو في لبنان أو حتى في سوريا، كما جرت العادة أن يكون أي هجوم إسرائيلي في القطاع عبارة عن جزء من الدعاية الانتخابية.

ويبدو أن نتانياهو يواجه معركة انتخابية شرسة تقلل من حظوظه الانتخابية، وبالتالي بات بحاجة إلى مزيد من الدعم السياسي لتحقيق التفوق في الانتخابات المقبلة.

وكان نتانياهو حظي بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، وسبق له أن حقق الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على القدس.

وقد يكون هذا الدعم لنتانياهو غير كاف، بعد أن سارعت الأحزاب الإسرائيلية المعارضة إلى الكشف عن هذا الدعم من ترامب لنتانياهو.

ومن المؤكد أن تصعيدا إسرائيليا بقيادة نتانياهو في قطاع غزة سيكون له أثره في الانتخابات المقررة في شهر أبريل المقبل، حيث أنه سيظهر في مواجهة باقي المرشحين بوصفه الشخص الذي وضع حدا لحركة حماس ومنع الصواريخ من السقوط داخل إسرائيل.

أخبار ذات صلة

لماذا لم تستطع القبة الحديدية إسقاط "صاروخ تل أبيب"؟
إسرائيل تقصف مواقع تابعة لحماس في غزة
حماس تكشف وجهها الحقيقي.. المصلحة أولا والشعب أخيرا
إسرائيل تستهدف 100 موقع في غزة.. وسقوط ضحايا

غير أن سويلم أوضح أن الشعب الفلسطيني في القطاع هو الخاسر الأكبر في حال اندلعت الحرب، إذ إنه يعاني من ويلات حكم حماس لغزة منذ أكثر من عقد، كما يعاني من الفقر والبطالة بسبب سياسات حماس، بالإضافة إلى القمع والبطش والتنكيل على أيدي حماس، خصوصا بعد أن ضاق الشعب ذرعا من سياساتها.

وقال إن الحرب على القطاع ستكمل الدائرة على الشعب الفلسطيني في غزة.