تحول أحد أبهج الأيام بالنسبة للكثير من العراقيين، إلى مأساة خطفت الكثير من أرواح الأبرياء، بعد أن غرقت عبارة كانت مكتظة بمحتفلين بالعام الكردي الجديد "عيد النوروز" في نهر دجلة بالقرب من مدينة الموصل، الخميس.
وأسفر الحادث عن مقتل 100 شخص، بينهم 56 امرأة وطفلا على الأقل، بحسب آخر حصيلة للضحايا.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد مأساوية للعديد من القتلى من النساء والأطفال، إلى جانب الغارقين الذين يمكن رؤيتهم يكافحون من أجل السباحة ضد تيار قوي، ورؤوسهم تتمايل في المياه.
ومما زاد من فاجعة المأساة، أن الحادثة وقعت في جزيرة أم الربيعين السياحية، في منطقة تطل عليها مجموعة من المطاعم والملاهي الترفيهية، التي كانت مكتظة بالمحتفلين، خاصة الأطفال، الذين شاهدوا ما حدث بأم أعينهم.
كما وقعت الكارثة بالتزامن مع احتفال معظم الدول العربية بعيد الأم، الموافق 21 مارس من كل عام، في مشهد حزين خيم على الموصل.
وعادة يكون نهر دجلة الهادئ مرتفعا في هذا الوقت من العام، حيث يغذيه ذوبان الجليد من الجبال في تركيا، إلا أن منسوب المياه كان مرتفعا على غير العادة بعد موسم أمطار أكثر غزارة من السنوات السابقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، اللواء سعد معن، إنه تم إنقاذ 55 شخصا على الأقل، من بينهم 19 طفلا.
وطفت على سطح نهر دجلة جثث الضحايا ومعظمهم من الأطفال، وتيارات المياه تجرفهم، وسط صرخات وعويل رواد المطاعم والملاهي الترفيهية على جانبي النهر.
من جانبه، قال رئيس الدفاع المدني في محافظة نينوى شمالي العراق، العقيد حسام خليل، أن العبارة غرقت بسبب مشكلة فنية، وأنه لم يكن هناك كثير من القوارب في المنطقة لإنقاذ الركاب.
وفي السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر، أن عمليات البحث لا تزال جارية لأنه من غير المعروف عدد الأشخاص الذين كانوا على متن العبارة.
وأمر رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، بإجراء تحقيق وأعرب عن تعازيه العميقة لأسر الضحايا.
ويعود تاريخ النوروز أو العام الفارسي الجديد، إلى عام 1700 قبل الميلاد، ويجري الاحتفال به في المناطق التي كانت ضمن الإمبراطورية الفارسية القديمة، والتي تمتد من الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى.
يذكر أن الموصل دمرت بسبب الحرب ضد تنظيم داعش، الذي احتل المدينة لمدة 3 سنوات، وطردت القوات العراقية المسلحين من الموصل في عام 2017 بعد حملة مدمرة تركت أحياء بأكملها تحت الأنقاض، ولا يزال السكان يكافحون لإعادة البناء.