أكدت مصادر ميدانية لـ"سكاي نيوز عربية"، الثلاثاء، أن قوات سوريا الديمقراطية تلاحق فلول تنظيم "داعش" المنسحبة من مخيم الباغوز، بغطاء جوي من التحالف الدولي.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر التنظيم الإرهابي انسحبوا من مخيم الباغوز إلى ضفة نهر الفرات شرقي سوريا.
ونقلت وكالة "الأسوشيتد برس" عن مسؤول المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، قوله إن مقاتليه "فرضوا سيطرة تامة على مخيم في قرية الباغوز شرقي سوريا"، حيث يُحاصر مقاتلو التنظيم الإرهابي منذ أشهر، وذلك بعدما استسلم عشرات المسلحين ليلا.
وأشار مسؤولون في قوات سوريا الديمقراطية، إلى أن عددا غير معروف من المسلحين ما زالوا يتشبثون بمنطقة صغيرة مساحتها 40 ألف متر مربع، محاصرين بين نهر الفرات والمخيم الذي تسيطر عليه القوات حاليا.
معركة يائسة
ويخوص مقاتلو "داعش" معركة يائسة، ولا تزال آلتهم الدعائية تعمل رغم أن التنظيم بات على شفا الانهيار، حيث بث في وقت سابق الاثنين، تسجيلا مصورا يظهر مقاتليه وهم "يدافعون" عن المعسكر بشراسة.
واستمرت معركة الاستيلاء على الباغوز، بما في ذلك المخيم الذي يشمل كهوفا وأنفاقا تحت الأرض، لأسابيع وسط نزوح للمدنيين من المنطقة.
وقد تباطأ الحصار بسبب العدد الكبير غير المتوقع من المدنيين في الباغوز، ومعظمهم من أسر أعضاء داعش.
وبلغ تعداد الذين خرجوا على مدار الأسابيع الماضية، حوالي 30 ألفا منذ أوائل يناير. ووفقا للمسؤولين الأكراد، فقد فاجأ الرقم القوات التي يقودها الأكراد.
وفي الأسبوعين الأخيرين، بدا أن العديد من مقاتلي داعش من بين الذين تم إجلاؤهم، ويقول القادة الأكراد إنهم لا يعرفون عددهم المتبقي، لأنهم يختبئون في أنفاق تحت القرية التي مزقتها الحرب.
وفي تعليق على موقع تويتر، أشار بالي الثلاثاء، إلى أن السيطرة على مخيم الباغوز تمثل "تقدما كبيرا" في المعركة لكنه "ليس إعلانا للنصر"، مضيفا أن مئات المسلحين الجرحى والمرضى أسروا ونقلوا إلى مستشفيات عسكرية قريبة للعلاج.
وتابع أن الاشتباكات ما زالت مستمرة في أماكن أخرى من القرية حيث يواصل مقاتلو داعش القتال.
تقارير متضاربة
وكانت هناك تقارير متضاربة من قادة قوات سوريا الديمقراطية على الأرض حول مدى استسلام داعش، حيث صرح القائد رستم الحسكي للأسوشيتد برس، بأن القوات تقدمت على أربع جبهات ليل الاثنين وكانت داخل المعسكر تماما عندما استسلم آخر مقاتلي داعش فجرا.
وأضاف أن آخر المقاتلين طُردوا من المخيم، وهم الآن في قطعة أرض مفتوحة على ضفاف نهر الفرات ويجري التعامل معهم واحتجازهم.
من جانبه، قال قائد آخر من قوات سوريا الديمقراطية إن بعض مقاتلي داعش ما زالوا يحتفظون بمنطقة صغيرة في قطعة أرض مفتوحة في القرية، خارج المخيم.
وفي منشور منفصل على موقع تويتر، قال بالي إن قوات سوريا الديمقراطية ألقت القبض على مجموعة من المشتبه بتورطهم في تفجير انتحاري وقع في يناير وأسفر عن مقتل 4 أميركيين في بلدة منبج في شمال سوريا، ولم يوضح عدد المشتبه بهم أو ما إذا كانوا من بين أحدث المتشددين الذين استسلموا.
وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الانفجار الذي وقع خارج مطعم شهير في منبج في يناير، وأسفر عن مقتل 16 شخصا على الأقل، بينهم جنديان ومدنيان أميركيان.