قال المرجع الأعلى للشيعة في العراق علي السيستاني للرئيس الإيراني حسن روحاني إن السيادة العراقية يجب أن تُحترم، وأن تبقى الأسلحة في يد الدولة، في إشارة ضمنية إلى الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران وتحظى بنفوذ متزايد.

والاجتماع، الذي عقد أمس الأربعاء، هو الأول من نوعه بين رئيس إيراني والسيستاني الذي يبلغ من العمر 88 عاما والذي يندر أن يدلي برأيه في الشؤون السياسية لكنه يتمتع بنفوذ واسع على الرأي العام العراقي.

وأفاد بيان لمكتب السيستاني بأن المرجع الأعلى رحب "بأي خطوة في سبيل تعزيز علاقات العراق بجيرانه... على أساس احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية"، بحسب وكالة رويترز

وأضاف: "أهم التحديات التي يواجهها العراق هي مكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة وحصر السلاح بيد الدولة وأجهزتها الأمنية".

أخبار ذات صلة

إيران توقع اتفاقات تجارية في العراق لتخفيف أثر العقوبات

وجاء الاجتماع في اليوم الثالث من زيارة روحاني للعراق، التي تهدف إلى تسليط الضوء على هيمنة إيران السياسية والاقتصادية في بغداد وتوسيع الروابط التجارية بما يساعد في تخفيف أثر العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها وتهدف لعزل وإضعاف طهران.

وقال مسؤولون عراقيون إن إيران والعراق وقعا عدة اتفاقات تجارية أولية يوم الاثنين شملت اتفاقات بشأن النفط والصحة وخط للسكك الحديدية يربط مدينة البصرة العراقية الجنوبية النفطية بمدينة إيرانية حدودية.

السيستاني ومخاوف العراقيين

وتتسق تصريحات السيستاني مع مخاوف كثير من العراقيين بشأن بقاء تبعية الفصائل المسلحة لرعاتها الإيرانيين، إذ أن تلك الميليشيات باتت تعزز نفوذها العسكري والسياسي بعد هزيمة تنظيم داعش.

كان السيستاني قد دعا العراقيين في عام 2014 إلى التطوع لمحاربة داعش، واستجاب الكثيرون لدعوته وانضموا إلى جماعات شبه عسكرية شيعية بالأساس.

ومنذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وأطاح الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في عام 2003، هيمنت إيران على السياسة في العراق عبر حلفاء في الحكومة والبرلمان وبنت نفوذا كبيرا على قطاعات من أجهزة الأمن.

وتم دمج العشرات من الفصائل شبه العسكرية المدعومة بالأساس من إيران رسميا في صفوف قوات الأمن العام الماضي، بعدما لعبت دورا رئيسيا في هزيمة داعش في عام 2017.

ويقول منتقدون إنهم شرعوا أيضا في السيطرة على قطاعات بالاقتصاد، فيما تسعى إيران لتعزيز السيطرة على محور من الأراضي يمتد من طهران عبر العراق وسوريا إلى لبنان حيث تتمتع بنفوذ، من خلال حلفاء بينهم تلك الميليشيات.